el bassaire

vendredi 18 janvier 2013

في حكم المسح على القلنسوة


السؤال: هل يجوز المسح على القَلنسوة قياسًا على المسح على العمامة؟ وهل المسح على العمامة يشترط فيه ما يشترط في المسح على الخف؟ أفيدونا مأجورين. 

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فقد ثبت في السنّة جواز المسح على العِمامة من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَوَضَأَ فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى العِمَامَةِ»(١)، وعنه قال: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى العِمَامَةِ وَمُقَدَّمِ رَأْسِهِ وَعَلَى عِمَامَتِهِ»(٢)، وفي حديث بلال رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الخُفَيْنِ وَالخِمَارِ»(٣)، ويجوز له أن يمسح على رأسه تارة، وعلى العمامة تارة، وعلى الناصية والعمامة تارة، ولا يشترط في المسح على العمامة أن تتقدّمها طهارة، ولا يقترن بالمسح توقيت أو تحديد لانتفاء النصّ الشرعي الدالّ على ذلك، وإلحاقها بالمسح على الخفين قياس مع ظهور الفارق؛ لأنّ الخفين والجوربين والنعلين تُلبسُ على عُضْوٍ مغسول بينما العمامة تُلبَس على عضوٍ ممسوح طهارته أخفّ، وإذا تقررتْ مفارقة إلحاق مسح العمامة على الخفّ، فإنّ القَلَنْسُوة تفارق العمامة أيضًا ولا تُلحَق بها في الحُكم، ذلك لأنّ القَلنسوة هي لباس للرأس مختلف الأشكال والأنواع منها: الطاقية والقبعة والطربوش ونحو ذلك، بينما العمامة هي كلّ ما يُلفُّ على الرأس، والأذنان منه كما ثبت من حديث بلال المتقدّم أنه مسح على الخمار والمراد به العمامة -كما قال ابن الأثير في النهاية- لأنّ الرجل يغطي بها رأسه كما أنّ المرأة تُغطِّيه بخمارها وقد جاء من حديث ثوبان «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى العَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ»(٤)، والمراد بالعصائب كلّ ما يعصّب به الرأس، وإنما رخص في المسح عليها لمشقّة نزعها والقَلنسوة ليست كذلك، فالحاصل أنّ القَلنسوة لا تدخل في حكم العمامة إلاّ إذا كانت ملفوفة على الرأس أو مُدارة على الرقبة أو الحلق لمكان المشقّة في نزعها ثمّ إعادتها.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire