el bassaire

mercredi 9 janvier 2013

الاستغفار في بعض الأزمان والأوقات والأماكن



(1) الاستغفـار عند الفتح والنصر:
ويشرع للمسلمين إذا فتح الله عليهم بلدة أو استردُّوا ديارهم  أو نصرهم الله تعالى على عدوِّهم أن يُكثِروا من التسبيح والاستغفار، قال تعالى: }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{ [النصر: 1-3] 
(2) الاستغفار في أول الليل وآخره:
ويندب للمسلم أن يستغفر الله تعالى في أول الليل، وآخره، فقد رُوي عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: علَّمني رسول الله أن أقول عند آذان المغرب: «اللهم هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك، فاغفر لي»  [1]
وعند النوم يشرع للمسلم أن يستغفر الله تعالى، ليكون خاتمة عمله، إذا رفعت رُوحه إلى بارئها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» [2]
ويندب للعبد أن يستغفر الله تعالى في الثُلث الأخير من الليل، الذي هو من أفضل الأوقات التي يناجي فيها العبد ربه وآكدها، لقوله تعالى: }وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{ [آل عمران: 17]. قال بعض أهل العلم: أحيوا الليل بالصلاة، فلمَّا كان وقت السحر أمروا بالاستغفار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له» [3]
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قــال: الله اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته» [4]
(3) الاستغفار في نهاية المجلس:
يشرع الاستغفار في نهاية المجلس، ويكون كفارة لِما يقع في المجلس من لغطٍ وإثم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس مجلسًا فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحان اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك» [5]
(4) الاستغفار في آخر العمر:
ويشرع للإنسان أن يكثر من الاستغفار في نهاية عمره، وعند قرب أجله، لأنَّ المرء وهو يوِّدع الدنيا ينبغي أن يخرج منها لملاقاة ربه، وهو طاهر الثوب، قليل العيب، خفيف المحمل، كثير الخير، وليس في عنقه مظلمةٌ لأحد، وقد علمنا أنَّ جنس الإنسان خطاء ظلوم جهول، فاحتاج والحالة هذه أن يُكثر من الاستغفار لمن بيده مغفرة الذنوب وستر العيوب.
ويدلنا على مشروعية الاستغفار في نهاية العمر ما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: كان عمر – رضي الله عنه – يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأنَّ بعضهم وجد في نفسه، فقالوا: لِمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: «إنه من حيث علمتم»، فدعاني ذات يوم، فأدخلني، فما رأيتُ أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{ [النصر: 1]، فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟
فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{، وذلك علامة أجلك }فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{ فقال عمر: «ما أعلم منها إلا ما تقول»[6]
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليـه }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{ إلا أن يقول فيها: «سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» [7]
وعن عائشة – رضي الله عنها – أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند ظهره يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى» [8]
وقد يخطر سؤال في ذهن القارئ الكريم، وهو:
هل يعلم أحد قرب دنو أجله؟
والجواب: بالطبع لا أحد، فإنَّ نهاية الآجال مما اختصَّ الله نفسه بعلمها، فلم يُطلع عليها مَلَكًا مُقرَّبًا، ولا نبيًّا مُرسَلاً، ولكن جعل الله تعالى علامات يعرف بها المرء قرب دنو أجله منها:
(1) بلوغ الإنسان سنِّ الستين أو السبعين، فعن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلغ ستين سنة» [9]
قال العلماء: معناه لم يترك له عذرًا، إذ أمهله هذه المدة. 
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين» [10]
(2) ظهــور الشيب على رأس الكبير، فهي علامة من علامات قرب دنوِّ الأجـل، قال تعالى: }أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ{ [فاطر: 37]. قال جمع من السلف: النذير هنا: الشيب.
(3) وقوع المرء في مرضٍ عضال، عافانا الله وجميع المسلمين، فالميئوس يُستحب في حقِّه فعل أشياء كثيرة، كتأكُّد كتابة الوصية، ووجوب ردّ الحقوق إلى أهلها، وكثرة الاستغفار وغيرها.
(4) كثرة موت الفجأة، ولا أدلَّ على هذا الأمر من زماننا هذا الذي انتشر فيه موت البغتة، والذي لا يمهل الإنسان، خاصة فيه موت البغتة، والذي لا يمهل الإنسان، خاصة مع انتشار وسائل حديثة للتنقل، وما يحصل بسببها من حوادث مفجعة تأتي على الإنسان كلمح البصر، ربما لا تمهله النطق بالشهادتين، فينبغي والحالة هذه على الكيس الفطن: أن يكون مستعدًا على الدوام للقاء ربه، وأن يكون لسانه رطبًا من ذِكره، وأن يُكثر من الاستغفار.
أؤمل أن أحيا وفى كلِّ مرَّة


تمرُّ بي الموتى تهزُّ نعوشها

وهل أنا إلاَّ مثلهم أنَّ لي


بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها

1 أخرجه أبو داود والترمذي، وقال: حديث غريب، وفي سنده مجهول.  
2/ أخرجه الترمذي.  
3/ أخرجه مسلم.  
4/ أخرجه البخاري.
5/ أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح
6/أخرجه البخاري.  
7/ متفق عليه.  
8/ أخرجه البخاري.  
9/ أخرجه البخاري.  
10/ أخرجه أحمد وابن ماجة.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire