el bassaire

mercredi 9 janvier 2013

الاستغفار بعد الذنوب



يجب على العبد أن يبادر إلى التوبة والاستغفار عقب الذنب ولا يجوز له تأخير التوبة، يقول الله تعالى: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران: 135].
وقال تعالى: }وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا{ [النساء: 110].
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي..» (أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن)
 قال ابن القيم: " إنَّ المبادرة إلى التوبة من الذنب فرضٌ على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخَّرها عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة، وقلَّ أن تخطر هذه ببال التائب، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبقَ عليه شيءٌ آخر، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة، ولا يُنجِّي من هذا إلاَّ توبةٌ عامةٌ مما يُعلم من ذنوبه ومما لا يعلم، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر ممَّا يعلمه، ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جملة إذا كان متمكنًا من العلم، فإنه عاصٍ بترك العلم والعمل، فالمعصية في حقِّه أشد، وفي صحيح ابن حبان أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل»، فقال أبو بكر – رضي الله عنه: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال: «أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم»، فهذا طلب الاستغفار مما يُعلمه أنه ذنب، ولا يعلمه العبد، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في صلاته: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، إلهي لا إله إلا أنت».
وفي الحديث الآخر: «اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دقّه وجلّه، خطأه وعمده، سرَّه وعلانيته، أوله وآخره» فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire