el bassaire

samedi 29 mars 2014

ميراث الأخوات الشقيقات



ميراث الأخوات الشقيقات
ميراث الأخوات الشقيقات، إما بالفرض، وإما بالتعصيب بالغير، وإما بالتعصيب مع الغير.
فيرثن بالفرض بثلاثة شروط، أن لا يوجد فرع وارث، ولا ذكر من الأصول وارث، ولا معصب وهو الأخ الشقيق.
وفرض الواحدة النصف، والثنتان فأكثر الثلثان لقوله تعالى: )يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَك)(النساء:الآية176)، فإن وجد فرع وارث، وكان ذكراً، سقطت الأخوات؛ لأنه لا إرث للحواشي مع ذكر الفروع، وإن كان الفرع أنثى واحدة أو أكثر، أخذن فرضهن، والباقي للأخوات تعصيباً، لحديث ابن مسعود السابق، وهذه هي الحال التي يرثن فيها بالتعصيب مع الغير.
وإن وجد ذكر من الأصول وارث، فإن كان الأب، سقطت الأخوات بالإجماع، وإن كان الجد، فقد سبق ذكر الخلاف فيه، وأن الراجح سقوطهن به، فلا إرث للحواشي مع ذكر من الأصول مطلقاً على القول الراجح.
وإن وجد معهن معصب وهو الأخ الشقيق، ورثن معه بالتعصيب، للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى:
) وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)(النساء:الآية176) وهذه هي الحال التي يرثن فيها بالتعصيب بالغير.

أمثلة لما سبق:
لو هلك هالك عن أخت شقيقة، وعم: فلها النصف لتمام الشروط، والباقي للعم.
ولو هلك عن أختين شقيقتين، وعم: فلهما الثلثان، والباقي للعم.
ولو هلك عن أخت شقيقة، وابن: فالمال للابن، ولا شيء للأخت.
ولو هلك عن بنت، وأخت شقيقة: فللبنت النصف، والباقي للأخت الشقيقة تعصيباً؛ لوجود ذي فرض من الفروع.
ولو هلك عن أب، وأخت شقيقة: فالمال للأب، ولا شيء للأخت، وكذلك لو كان بدل الأب جد على الراجح.
ولو هلك عن أخت شقيقة، وأخ شقيق: فالمال بينهما تعصيباً، للذكر مثل حظ الأنثيين

عوالي مسلم




عوالي مسلم

للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


الحَدِيثُ الأَوَّلُ:
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ الله سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الـمَغَازِي مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ التِّرْمِذِيِّ، صَاحِبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَحْمَدَ، فَوَقَعَ بَدَلًا، فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
الحَدِيثُ الثَّانِي:
وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابنِ سُفْيَانَ، ثَنَا مُسْلِمٌ، وَثَنَا دَاوُدُ بنُ رَشِيدٍ، ثَنَا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ مُطَرَّفٍ أَبِي غَسَّانَ الـمَدَنِيِّ، عَنْ زَيْدٍ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيٍّ بنِ حُسَينٍ، عَنْ سَعِيدٍ بنِ مُرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ الله بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الكَفَّارَاتِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِالرَّحِيمِ (المَعْرُوفِ بِصَاعِقَة)، عَنْ دَاوُدَ بنِ رَشِيدٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي العَتْقِ.
الحَدِيثُ الثَّالِثُ:
وَبِهِ إِلَى مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ، أَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ الـمُـنْكَدِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بنَ عَبْدِالله رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا يَحْلِفُ بِالله أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ الدَّجَّالُ، فَقُلْتُ: تَحْلِفُ بِالله! قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ ﷺ.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الاعْتِصَامِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ حَمَّادٍ بنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ مُعَاذٍ بِهِ، أَخْرَجَهُ فِي اليَقِينِ. فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.

الحَدِيثُ الرَّابِعُ:
وَبِهِ ثَنَا عُبَيْدُ الله بنُ مُعَاذٍ العَنْبَرِيُّ ثَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِالحَمِيدِ الزِّيَادِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا بنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ المَرُوزِيِّ وَأَخِيهِ مُحَمَّدٍ بنِ النَّضْرِ، كِلاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ مُعَاذٍ، بِهذَا الإِسْنَادِ.
أَخْرَجَهُ فِي ذِكْرِ الـمُنَافِقِينَ وَالكُفَّارِ. فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.

الحَدِيثُ الخَامِسُ:
 وَبِهِ حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ العَتَكِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابنَ زَيْدٍ، أَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتِ الخَمْرُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الفَضِيخُ: البُسْرُ والتَّمْرُ؛ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي، فَقَالَ: اخْرُجْ فَانْظُرْ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي: أَلَا إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، قَالَ: فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الـمَدِينَةِ، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا، فَهَرَقْتُهَا، فَقَالُوا، أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: قُتِلَ فُلَانٌ، قُتِلَ فُلَانٌ، وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِالرَّحِيمِ عَنْ عَفَّانَ عَنْ حَمَّادٍ بِهِ؛
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الأَشْرَبَةِ.
الحَدِيثُ السَّادِسُ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ بنِ قَعْنَبٍ؛ ثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الـمَجِيدِ بنِ سُهَيْلٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بنَ المـُسَيَّبِ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا حَدَّثَاهُ: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ أَخَا بَنِي عَدِيٍّ الأَنْصَارِيَّ فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى خَيْبَرَ، فَقَدِمَ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ﷺ: أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟ قَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله، إِنَّا لَنَشْتَرِيَ الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ مِنَ الجَمْعِ؛ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنْ مِثْلًا بِمِثْلٍ، أَوْ بِيعُوا هَذَا، وَاشْتَرُوا بِثَمَنِهِ مِنْ هَذَا، وَكَذَلِكَ المـِيزَانُ ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا مِنْ هَذَا الوَجْهِ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي ًاوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلالٍ بِهِ.
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي البُيُوعِ.
الحَدِيثُ السَّابِعُ:
وَبِهِ ثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا جَرِيرٌ بنُ حَازِمٍ، ثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: كَيْفَ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ الله ﷺ؟ قَالَ: كَانَ شَعْرًا رَجِلًا، لَيْسَ بِالجَعْدِ وَلَا بِالسَّبْطِ، بَيْنَ ًاذُنَيْهِ وَعَاتِقَيْهِ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي اللِّبَاسِ، عَنْ عَمْروٍ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ وَهْبٍ بنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِهِ، فَكَأَنِّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ ﷺ.
الحَدِيثُ الثَّامِنُ:
 وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ سَلامٍ (ابنُ أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيُّ)، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا قلابَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ ثَابِتَ بنَ الضَّحَّاكِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ الله ﷺ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَأَنَّ رَسُولَ الله ﷺ، قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلِّةٍ غَيْرِ الإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِي شَيْءٍ لَا يَمْلِكُهُ »، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي المـَغَازِي، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بنِ صَالحٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ سَلامٍ، بِهِ،  مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الفَضَائِلِ.
الحَدِيثُ التَّاسِعُ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ بِشْرٍ الحَرِيرِيّ،ُ ثَنَا مُعَاوِيةُ يَعْنِي ابنَ سَلَامٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ: أَنَّ يَعْلَى بنَ حَكِيمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدًا بنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الطَّلَاقِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الصَّبَاحِ، عَنِ الرَّبِيعِ بنِ نَافِعٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ سَلَامٍ، بِهِ. وَالمـَعْنَى مُتَقَارِبٌ، فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الطَّلَاقِ.
الحَدِيثُ العَاشِرُ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُالله بنُ عَوْنٍ الهِلَالِيُّ، قَالَ يَحْيَى: أَنَا، وَقَالَ ابنُ عَوْنٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِالله بنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَأْكُلُ القُثَّاءَ بِالرُّطَبِ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ مُقَاتِلٍ، عَنْ عَبْدِالله بنِ المـُبَارَكِ عَنْ إَبْرَاهِيمَ، بِهِ. فَكَأَنَّهُ مِنْ هَذَا الوَجْهِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
الحَدِيثُ الحَادِي عَشَرَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ سَلامٌ بنُ سَلِيمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْروٍ بنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ الله ﷺ عَلَى حِمَارٍ (يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ)، قَالَ: يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى العِبَادِ؟ وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى الله؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ الله عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَفَلَا ًابَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الجِهَادِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، بِهِ.
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
الحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ:
وَبِهِ حَدَثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ، ثَنَا مُحَمَّدٌ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ بنُ الوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ًامِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبـِيِّ ﷺ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْتِ ًامِّ سَلَمَةَ ـ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ ـ رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً، فَقَالَ: «بِهَا نَظْرَةٌ، فَاسْتَرْقُوا لَهَا»، يَعْنِي: بِوَجْهِهَا صُفْرَةٌ.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الطِّبِّ عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ خَالِدٍ ـ يَعْنِي: مُحَمَّدًا بنَ يَحْيَى بنِ عَبْدِالله بنِ خَالِدٍ الذُّهَلِيَّ ـ عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ وَهْبٍ ابنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ حَرْبٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الطِّبِّ.

الحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أسَامَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «يُهْلِكُ أمَّتِي هَذَا الحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِالرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي ًاسَامَةَ، بِهِ؛ فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الفِتَنِ.

الحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ:
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، ثَنَا ابْنُ الـمُبَارَكِ، عَنْ حَيوَةَ بنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بنَ يَزِيدٍ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ الله الخَوَلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِيَ المـُعَلَّمِ، أَوْ بِكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَأَخْبِرْنِي مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ بِأَرْضِ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ تَأْكُلُونَ فِي آنِيَتِهِمْ؛ فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ بِأَرْضِ صَيْدٍ فَمَا أَصَبْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ الله ثُمَّ كُلْ، وَمَا أَصَبْتَ بِكَلْبِكَ المـُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ الله، ثُمَّ كُلْ، وَمَا أَصَبْتَ بِكَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابنِ المـُبَارَكِ، بِهِ؛ فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الذَّبَائِحِ.
الحَدِيثُ الخَامِسَ عَشَرَ:
وَبِهِ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، أَنَا خَالِدٌ بنُ عَبْدِالله، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو المـَلِيحِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ عَلَى عَبْدِالله بنِ عَمْروٍ، فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ ذَكَرَ لَهُ صَوْمِيَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَقَالَ لِي: أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، قَالَ: خَمْسًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، قَالَ: سَبْعًا: قُلْتُ: يَا رَسُولُ الله، قَالَ: تِسْعًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، قَالَ: أَحَدَ عَشَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ، شَطْرُ الدَّهْرِ، صِيَامُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الاسْتِئْذَانِ، عَنْ عبْدِ الله بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْروٍ بنِ عَوْنٍ، عَنْ خَالِدٍ بنِ عَبْدِالله، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، بِهِ.
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الصَّوْمِ.
الحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ:
وَبِهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوخٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ، قَالَ يَحْيَى: أَنَا عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضَّبْعِيِّ ثَنَا أَنَسٌ بنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدِمَ المـَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي عُلْوِ المـَدِينَةِ فِي حَيٍّ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْروٍ بنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلةً.
ثُمَّ إِنَّهُ أَرْسَلَ مَلَأَ بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاؤُوا مُتَقَلِّدِينَ بِسُيُوفِهِمْ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ، وَمَلًا بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ.
ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِالمـَسْجِدِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَأِ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاؤُوا، فَقَالَ: يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا، قَالُوا: لَا وَالله، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى الله.

قَالَ أَنَسٌ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ، كَانَ فِيهِ نَخْلٌ، وَقُبُورُ المـُشْرِكِينَ، وخِرَبٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهَ ﷺ بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، وَبِقُبُورِ المـُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وبالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، قَالَ: فَصَفُّوا النَّخْل قِبْلَةً، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً، قَالَ: فَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ، وَرَسُولُ الله ﷺ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ:
اللهمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرةْ


فَانْصُرِ الأَنْصَارَ وَالمـُهَاجِرَةْ

أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِتَمَامِهِ فِي الهِجْرَةِ.
وَأَخْرَجَ بَعْضَهَ فِي الوَصَايَا، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ الوَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الصَّلاةِ.

الحَدِيثُ السَّابِعَ عَشَرَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِالله بنِ أبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يُقُولُ: «إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، فَأَرَادَ الله أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذَرَنِي النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وًَاعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا، وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ الـمـَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِبِلُ، أَوْ قَالَ البَقَرُ، شَكَّ إِسْحَاقُ، إِلَّا أَنَّ الأَبْرَصَ أَوِ الأَقْرَعَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: الإِبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ: البَقَرُ ـ قَالَ، فَأعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا.
قَالَ: فَأَتَى الأَقْرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعْرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذي قَدْ قَذَرَنِي النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ، قَالَ: وًَاعْطِيَ شَعْرًا حَسَنًا، قَالَ: فَأَيُّ المـَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: البَقَرُ، فَأعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا، فَقَالَ: بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا.
قَالَ: فَأَتَى الأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَابْصِرَ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَرَدَّ الله إِلَيْهِ بَصَرَهُ.
قَالَ: فَأَيُّ المـَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الغَنَمُ، فَأعْطِيَ شَاةً وَالِدًا.
فَأَنْتَجَ هَذَانِ، وَوَلِدَ هَذَا، قَالَ: فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ البَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الغَنَمِ.
قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ، وَالجِلْدَ الحَسَنَ وَالمـَالَ، بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الحُقُوقُ كَثِيرَةٌ؛ فَقَالَ لَهُ: كَأَنِي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذُرُكَ النَّاسُ، فَقِيرًا، فَأَعْطَاكَ الله؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّركَ الله إِلَى مَا كُنْتَ.
قَالَ: وَأَتَى الأَقْرَعَ فَي صُورَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ.
قَالَ: وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، وابنُ سَبِيلٍ، انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ، بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ، شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى، فَرَدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، فوَالله لَا أَجْهَدُكَ اليَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ؛ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ، وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْروٍ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ، بِهِ، وَكَأَنَّه سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي أَوَاخِرِ الكِتَابِ.
الحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا عَمْروٌ النَّاقِدُ، ثَنَا عَبْدُ الله بنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ ثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدٍ بنِ مُعَاذٍ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الفَضَائِلِ وَالمـَنَاقِبِ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ المـُثَنَّى، عَنْ فَضْلٍ بنِ مُسَاوِرٍ، عَنْ أَبِي عُوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ، فَبِاعْتِبَارِ العَزْوِ إِلَى الأَعْمَشِ كَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الفَضَائِلِ.
الحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بنُ عَبْدِالله بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ (واللَّفْظُ لَهُ)، ثَنَا عَبْدُ الله بنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِالله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ الله؛ وَلِذَلِكَ حَرَّم الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ المـَدْحُ مِنَ الله.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِمَعْنَاهُ فِي الأَدَبِ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهِ.
فَمِنْ حَيْثُ العَدَدُ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي التَّوْبَةِ.

الحَدِيثُ العِشْرُونَ:
وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِالله بنِ يُونُسَ، ثَنَا فُضَيلٌ (يَعْنِي: ابْنَ عِيَاضٍ)، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ السّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِالله بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَبَا القَاسِمِ، إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالمـَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، فَيَقُولُ: أَنَا المـَلِكُ، أَنَا المـَلِكُ، فَضَحِكَ رُسُولُ الله ﷺ تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الحَبْرُ، تَصْدِيقًا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَسُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ، فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَى مَنْصُورٍ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي التَّوْبَةِ.

الحَدِيثُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ ح، وَحَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ ح، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِالله رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ». قَالَ: فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِيَّ نَزَلَتْ. كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ أَرْضٌ بِاليَمَنِ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَيَمِينُهُ، قُلْتُ: إذًا يَحْلِفُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الأَشْخَاصِ، عَنْ أَنَسٍ بنِ خَالِدٍ، عَنْ غَنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهِ، فَمِنْ حَيْثُ العَدَدُ إِلَى الأَعْمَشِ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الأَيْمَانِ.
الحَدِيثُ الثَّانِي وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ، إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدٌ بنُ العَلَاءِ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا، عَنْ جَعْفَرٍ بنِ عِمَارَةَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَةِ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي المـَسْجِدِ، قَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الاعْتِكَافِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي ًاوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله، بِهِ.
فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ.

الحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ حَفْصٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا حَفْصٌ بنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِالله رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله ﷺ: «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ»، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَقْرًَا عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»، فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ، رَفَعْتُ رَأْسِي، أَوْ غَمَزَنِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ.
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، وَمِنْجَابُ بنُ الحَارِثِ التَّمِيمِيُّ جَمِيعًا، عَنْ عَلِيٍّ بنِ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَزَادَ هَنَّادٌ فِي رَوَايَتِهِ: قَالَ لِي رَسُولُ الله ﷺ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ: «اقْرَأْ عَلَيَّ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: عَنْ مُسَدَّدٍ، عَن يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهِ، فَكَأنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الصَّلَاةِ.
الحَدِيثُ الرَّابِعُ والعِشْرُونَ:
وَبِهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، ثَنَا بِشْرٌ بنُ المـُفَضَّلِ، عَنْ غَالِبٍ القَطَّانِ، عَنْ بَكْرٍ بنِ عَبْدِالله (الـمُزَنِيِّ)، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولَ الله ﷺ فِي شِدَّةِ الحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ عَلَى الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ مُقَاتِلٍ، عَنْ عَبْدِالله بنِ المـُبَارَكِ، عَنْ خَالِدٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ غَالِبٍ، بِهِ.
فَكَأَنَّ البُخَارِيَّ مِنْ حَيْثُ عَدَدُ الرِّجَالِ إِلَى غَالِبٍ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الصَّلَاةِ.

الحَدِيثُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ إِلَى الجُلُودِيِّ، أَنَا ابْنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ، وَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ، وَهُوَ ابنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَارِيُّ ح، وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا حَاتِمٌ، يَعْنِي: ابنَ إِسْمَاعِيلَ، كِلَاهُمَا، عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي المـَغَازِي، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ بَكْرٍ، عَنْ ابنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، بِهِ. فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
الحَدِيثُ السَّادِسُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ بنُ حَرْبٍ، نِي يَحْيَى، (يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ)، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي ًاسَامَةَ.ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بنُ عَبْدِالله بنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي، قَالُوا: ثَنَا عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بنِ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله ﷺ عَنِ القَزَعِ، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَخْلَدٍ، عَنْ ابنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بِهِ، فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَيْهِ كَأَنَّ البُخَاريَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي اللِّبَاسِ.
الحَدِيثُ السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعٍ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ قَالَ لَحَسَنٍ بنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: «اللهمَّ إِنِّي ًاحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ»، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعٍ بنِ جُبَيْرٍ بنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ، لا يُكَلِّمُنِي وَلَا اكَلِّمُهُ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، فَقَالَ: أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ؟، يَعْنِي: حَسَنًا، فَظَنَّنَا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ ًامُّهُ؛ لأَنْ تَغْسِلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا، فَلَمْ يَلبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبُهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اللهمَّ إِنِّي ًاحِبُّهُ فَأَحِبَّهَ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي اللَّبَاسِ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ آدَمَ، عَنْ وَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ أَبِي يَزِيدَ، بِهِ. فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَيْهِ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
الحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو ًاسَامَةَ ح، وَحَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ ح، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَبِيبٍ الحَارِثِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يَرْوِي، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: أَشَارَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ نَحْوَ اليَمِينِ، فَقَالَ: «أَلا إِنَّ الإِيْمَان هَهُنَا، وَإِنَّ القَسْوَةَ وَغِلَظَ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ عِنْدَ ًاصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ؛ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».
رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي بَدْءِ الخَلْقِ، عَنْ عَبْدِالله بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَهْبٍ بنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، بِهِ.
فَمِنْ حَيْثُ العَدَدُ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الإِيمانِ.
الحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالعِشْرُونَ:
وَبِهِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَأَيُّوبَ، وَحُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبٍ بنِ عُجْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالحُدَيْبِيَةَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامَّكَ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاحْلِقْ رَأْسَكَ، وَأطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ ـ وَالفَرَقُ ثَلاثَةَ آصُعٍ ـ أَوْ صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ»، أَوِ انْسُكْ نِسيكَةً، فَقَالَ ابنُ أبي نجيحٍ: أَوِ اذْبَحْ شَاةً.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِمَعْنَاهُ فِي الحَجِّ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ نُوحٍ، عَنْ شِبْلٍ.
وَفِي المـَغَازِي، عَنِ الحَسَنِ بنِ خَلَفٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ يُوسُفَ، عَنْ وَرْقَاءَ، كِلَاهُمَا عَنْ ابنِ أَبِي نَجيِحٍ، بِهِ.
فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَيْهِ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الحَجِّ.
الحَدِيثُ الثَّلاثُونَ:
وَبِهِ، وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَا عَمْروٌ بنُ الحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ جَعْفَرٍ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ، صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي الصَّوْمِ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ خَالِدٍ، هُوَ الذُّهْلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ مُوسَى بنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْروٍ بنِ الحَارِثِ، بِهِ، فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.

الحَدِيثُ الحَادِي وَالثَّلاثُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ، وَاللَّفْظُ لِعُثْمَانَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَنَا، وَقَالَ عُثْمَانُ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدٍ بنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: «اللهمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ؛ فَإِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ»، قَالَ: فَرَدَدْتُهُنَّ لِأَسْتَذْكِرَهُنَّ، فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُوِلِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ: قُلْ: «آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».
أخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ مُقَاتِلٍ، عَنِ ابْنِ الـمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ بِهِ.
فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَيْهِ كَأَنَّ البُخَارِيَّ رَوَاهُ عَنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الدُّعاءِ.
الحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوَلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ».
رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الطَّهَارَةِ، عَنْ عَبْدَانَ، عَنِ ابْنِ الـمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهِ؛ فَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.

الحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدٍ بنِ الـمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ، قَالَ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ ﷺ إِذْ قَالَ قَالَ: وَيَرْحَمُ الله لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى ركُنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ لُبْثِ يُوسُفَ لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ».
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ سَعِيدٍ بنِ تَلِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، عَنْ بَكْرٍ بنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْروٍ بنِ الحَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهِ، فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَى يُونُسَ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بنِ سُفْيَانَ صَاحِبِ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ أَنْزَلِ حَدِيثٍ وَقَعَ لِلْبُخَارِيِّ مِنْ هَذَا الَوجْهِ، وَالله أَعْلَمُ، وَسَيَأْتِي نَظِيرُهُ بَعْدَ حَدِيثٍ، أَخْرَجَهُ فِي الأَيْمَانِ.

الحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا عَمْروٌ بنُ الحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهَا نَصَبَتْ سِتْرًا فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَدَخَلَ رَسُولُ الله ﷺ فَنَزَعَهُ، قَالَتْ: فَقَطَعْتُهُ وِسَادَتَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ فِي المَجْلِسِ حِينَئِذٍ، يُقَالُ لَهُ رَبِيعَةُ بنُ عَطَاءٍ ـ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ ـ: أَفَمَا سَمِعْتَ أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَرْتَفِقُ عَلَيْهَا؟ قَالَ ابنُ القَاسِمِ: لَا؛ قَالَ: لَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ، يُرِيدُ القَاسِمَ بنَ مُحَمَّدٍ.
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبِةِ وَابْنُ رُمْحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا بِهَذَا الحَدِيثِ، أَخْرَجَهُ البُخَاريُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: فِي بَدْءِ الخَلْقِ: عَنْ مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ سَلَّامٍ، عَنْ مَخْلَدٍ، هُوَ ابْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ ًامَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ بِهِ، فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَى نَافِعٍ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي اللَّبَاسِ.

الحَدِيثُ الخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ عَمْروٍ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ عَمْروٍ بنِ سَرْحٍ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقَ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلَاءُ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ (وَهُوَ التَّعّبُّدُ) اللَّيَالِي ًاولَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدَ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا؛ حَتَّى فَجَأَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي،
فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ الله ﷺ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي»، زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، ثُمَّ قَالَ لِخَدِيجَةَ: أَيْ خَدِيجَةُ، مَالِي؟ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، قَالَ: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَالله لَا يُخْزِيكَ الله أَبَدًا، وَالله إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.
فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ بنِ أَسَدٍ بنِ عَبْدِ العُزَّى، وَهُوَ ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرًَا تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَ، وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، قَالَ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ الله ﷺ بِخَبَرِ مَا رَآهُ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي انْزِلَ عَلَى مُوسَى ﷺ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيَّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟»، قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ فِي التَّفْسِيرِ، عَنْ سَعِيدٍ بنِ مَرْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ سَلْمَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِالله بنِ المُبَارِكِ، عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهِ، وَمِنْ حَيْثُ العَدَدُ كَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي الأَيْمَانِ.

الحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ بنِ أَنَسٍ، عَنْ ثَوْرٍ بنِ زَيْدٍ الدَّوْلِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ ح، وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، وَهَذَا حَدِيثُهُ: ثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى خَيْبَرَ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَباً وَلَا وَرِقاً، غَنِمْنَا المَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ عَبْدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ، يُدْعَى رِفَاعَةُ بنُ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ؛ فَلَمَّا نَزَلْنَا الوَادِيَ قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئاً لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَاراً، أَخَذَهَا مِنَ الغَنَائِم يَوْمَ خَيْبَرَ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ»، قَالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَصَبْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ، أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي المَغَازِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْروٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَارِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، بِهِ، فَكَأَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، وَكَأَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِالعَزِيزِ بنِ مُحَمَّدٍ سَمِعَهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْهُ.
الحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بنِ عَبْدِالله بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِالله بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: أَنَّه تَمَارَى هُوَ وَالحرُّ بنُ قَيْسٍ بنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ، فِي صَاحِبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الخَضِرُ، فَمَرَّ بِهِمَا ًابَيٌّ بنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: (يَا أَبَا الطُّفَيْلِ هَلُمَّ إِلَيْنَا)، فَإِنِّي قَدْ تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله ﷺ يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ فَقَالَ ابَيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «بَيْنَمَا مُوسَى فِي ملأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لَا، فَأَوْحَى الله إِلَى مُوسَى: بَلْ عَبْدُنَا الخَضِرُ. قَالَ: فَسَأَلَ مُوسَى السَّبيِلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ الله لَهُ الحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ».

فَسَارَ مُوسَى مَا شَاءَ الله أَنْ يَسِيرَ، ثُمَّ قَالَ لِفَتَاهُ: ، فَقَالَ فَتَى مُوسَى حِينَ سَأَلَهُ الغَدَاءَ فَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: فَوَجَدا خَضِرًا، فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ الله فِي كِتَابِهِ، إِلَّا أَنَّ يُونُسَ قَالَ: فَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الحُوتِ فِي البَحْرِ.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقٍ، مِنْهَا: فِي أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ: عَنْ عَمْروٍ النَّاقِدِ.
وَفِي العِلْمِ: عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ غَرِيرٍ الزُّهْرِيِّ، كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ بنِ كَيْسَانَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهِ، وَبِالمَعْنَى المُتَقَارِبِ.
فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَى الزُّهْرِيِّ كَأَنَّ البُخَارِيَّ رَوَاهُ عَنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

الحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ بنِ حُسَيْنٍ أَنَّ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَلَا تُصَلُّونَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ الله، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ الله ﷺ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَيَقُولُ: ﭟﭠ [الكهف:٥٤].
رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ: عَنْ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِالله، عَنْ يَعْقُوبَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ بنِ كَيْسَانَ.
وَفِي التَّوْحِيدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي ًاوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي عَتِيقٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهِ.
وَمِنْ حَيْثُ العَدَدُ كَأَنَّ البُخَارِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ. أَخْرَجَهُ فِي الصَّلَاةِ.

الحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ:
وَبِهِ وَحَدَّثَنِي القَاسِمُ بنُ زَكَرِيَاءَ، ثَنَا خَالِدٌ بنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بنُ بِلَالٍ، كِلَاهُمَا عَنْ رَبِيعَةَ، يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكٍ بنِ أَنَسٍ، وَزَادَ فِي حَدِيثِهِمَا: كَانَ أَزْهَرَ.
حَدَّثَنَا يقدم أنس أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ وَلَا بِالقَصِيرِ، وَلَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلَا بِالآدَمِ، وَلَا بِالجَعْدِ القَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ الله عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَتَوَفَّاهُ الله عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلَحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءُ.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ مِنْ وُجُوهٍ، مِنْهَا: فِي صِفَةِ النَّبِيِّ ﷺ، عَنْ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ خَالِدٍ بنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ بنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، بِهِ.
فَكَأَنَّهُ مِنْ حَيْثُ العَدَدُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ، أَخْرَجَهُ فِي التَّفْضِيلِ.

الحَدِيثُ الأَرْبَعُونَ:
وَبِهِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي الـمُغِيرَةَ، ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ بنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِتْبَانَ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ فَلَقِيتُ عِتْبَانَ، فَقُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ، قَالَ: أَصَابَنِي فِي بَصَرِي بَعْضُ الشَّيْءِ، فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ أَنِّي احِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ فِي مَنْزِلِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلَّىً، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ وَمَنْ شَاءَ الله مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ وَهُوَ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِي وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ أَسْنَدُوا عِظَمَ ذَلِكَ وَكِبْرَهُ إِلَى مَالِكٍ بنِ دُخْشُمٍ، قَالُوا: وَدُّوا أَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَكَ، وَدُّوا أَنَّه أَصَابَهُ شَرٌّ، فَقَضَى رَسُولُ الله ﷺ الصَّلَاةَ.
وَقَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُولُ الله؟» قَالُوا: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هُوَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: «لَا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُولُ الله فَيَدْخُلَ النَّارَ أَوْ تَطْعَمُهُ».

قَالَ أَنَسٌ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الحَدِيثُ، فَقُلْتُ لابْنِي: اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الصَّلَاةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَعْقُوبَ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، بِهِ.
فَبِاعْتِبَارِ العَدَدِ إِلَى أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ كَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ.
آخِرُ الأَرْبَعِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وِصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَرَضِيَ الله عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله أَجْمَعِينَ.
عَلَّقَهَا لِنَفْسِهِ كَاتِبُهَا أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَاخُورِيُّ الشَّافِعِيُّ، عَفَا الله عَنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، بِالقَاهِرَةِ المَحْرُوسَةِ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانِمَائَةٍ، وَللهِ الحَمْدُ.
مِنْ تَصْنِيفِ الإِمَامِ العَالِمِ المُحَقِّقِ المُتْقِنِ المُفِيدِ شَيْخِ الإِسْلَامِ قَاضِي القُضَاةِ بِالدِّيَارِ المَصْرِيَّةِ، أَبْقَاهُ الله فِي خَيْرٍ وَعَافِيَةٍ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَا رَبَّ العَالمِينَ.