el bassaire

vendredi 31 janvier 2014

بَابُ اشْتِرَاطِ الدِّبَاغِ فِي طَهَارَةِ جِلْدِ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَإِنْ ذُكِّيَ



بَابُ اشْتِرَاطِ الدِّبَاغِ فِي طَهَارَةِ جِلْدِ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَإِنْ ذُكِّيَ

67 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ بِهَذَا اللَّفْظِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدٍ: " إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ "

68 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَرْبِيِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِيَّةِ بِبَغْدَادَ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَهُورُ كُلِّ إِهَابٍ دِبَاغُهُ ". رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ

69 - وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى بَيْتٍ قُدَّامُهُ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّرَابَ فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ. فَقَالَ: " ذَكَاتُهَا دِبَاغُهَا ". فَهَكَذَا رَوَاهُ عَفَّانُ بْنُ [ص:33] مُسْلِمٍ. وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: " دِبَاغُهَا طَهُورُهَا ". وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَرَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ

70 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " دِبَاغُ الْأَدِيمِ ذَكَاتُهُ " وَفِي قِصَّةِ الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ فِي جِلْدِ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ. وَفِي طُرُقِهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالذَّكَاةِ طَهَارَتُهُ. وَفِي رِوَايَةِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ دَعَا بِمَاءٍ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي إِلَّا فِي قِرْبَةٍ لِي مَيِّتَةٍ. فَقَالَ: " أَلَيْسَ قَدْ دَبَغْتِهَا ". قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ ذَكَاتَهَا دِبَاغُهَا "

71 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْرَشَ ". كَذَا أَخْبَرَنَاهُ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ مُرْسَلًا دُونَ ذِكْرِ أَبِيهِ

72 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحْرٍ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِ يكَرِبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: وَأَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "

بَابُ طَهَارَةِ جِلْدِ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِذَا كَانَ ذَكِيًّا

73 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، قَالُوا: ثنا مُرْوانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أنبأ هِلَالُ بْنُ مَيْمُونٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ هِلَالٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. وَقَالَ أَيُّوبُ، وَعُمَرُ، وَأُرَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ ". فَأَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبْطِ، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: زَادَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي لَمْ يَمَسَّ مَاءً. وَقَالَ عَنْ هِلَالِ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّمْلِيِّ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا. لَمْ يَذْكُرْ أَبَا سَعِيدٍ

74 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، أنا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا بَزِيعٌ أَبُو الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا نَنْقُلُ الْمَاءَ فِي جُلُودِ الْإِبِلِ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُنْكِرُ عَلَيْنَا " وَهَذَا الْإِسْنَادُ غَيْرُ قَوِيٍّ

بَابُ اسْتِحْبَابِ الْإِشْرَاعِ فِي السَّاقِ



بَابُ اسْتِحْبَابِ الْإِشْرَاعِ فِي السَّاقِ


362 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ "

363 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ


أولو الحكمة



أولو الحكمة

يمتلك الانسان قدرة تعليه فوق الكائنات الحسية التي تشاركه الحياة على الأرض، فيعلو بها عليها، ويمتلك بها إمكانات الاستخلاف في الأرض واستعمارها. وهي قدرة نفسية خالصة
ترجع إلى التمييز و الترجيح والاختيار، وثلاثتها حين يعيد البيان العربي رصفها يسمّيها الحكمة.

والحكمة حينئذ حاصل اجتماع التمييز الذي مردّه إلى الادراك الواضح والعلم الصحيح، والترجيح الذي مردّه إلى كفاءة التحليل والمنطق القويم، والاختيار الذي مردّه إلى الارادة
القوية والشجاعة العالية. ولا تكون الحكمة إلا باجتماع الثلاثة.

وإذا استزدنا التبيين لنفينا الحكمة عن الألى زعموا التمييز دون أن يملكوا العلم و الادراك، و لنفيناها عن الألى تغيب عنهم كفاءة التحليل فينزلون الحكم الواحد على المختلف، ولنفيناها عن الألى تخونهم الارادة وتنقصهم الشجاعة.

وفي بيان العربية متّسع لاستعادة المفاهيم  التأصيلية التي تؤسّس الواضح وتقرّب البعيد،  حلقة تكون في فم الفرس. وحكمة الإنسان: : ومن ذلك أنّ الحكمة في لسان العرب هي
مقدم وجهه.
ورفع الله حكمته أي رأسه وشأنه. وفي حديث عمر: إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته أي قدره ومنزلته. يقال: له عندنا حكمة أي قدر، وفلان عالي الحكمة، وقيل الحكمة من الإنسان أسفل وجهه، مستعار من موضع حكمة اللجام، ورفعها كناية عن
الإعزاز؛ لأن من صفة الذليل تنكيس رأسه  فكان معنى اللجام هو المنع من الزيغ والانحراف، وكان معنى مقدم الوجه هو علوّ القدر والمنزلة وكان معنى أسفل الوجه هو الاعزاز والتعظيم.
وجريا على عادة العربية في توليد دلالة الألفاظ فإنّ الحكمة عند العرب تؤول إلى مخالفة الأراذل والامتناع عن الفساد.
ومن يقرأ القرآن يجدها كلمة مفصلية تأتي في سياقات أربعة

الأول هو سياق الكتاب والثاني هو سياق النبوة والثالث هو سياق الملك والرابع هو سياق الدعوة.
أما سياق الكتاب فمثل قوله تعالى }هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ . آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الحكمة وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ{ الجمعة 2
وأما سياق النبوة فمثل قوله تعالى: }وَإِذْ أَخَذَ ا مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ اَملَ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثمَُّ جَاءكَُمْ رسَُولٌ مُّصَدِّقٌ لما مَعَكُمْ لتَؤُْمِنُن بهِِ ولَتَنَصُرنُهَُّ قَالَ أأَقَْررَتُْم وأَخََذْتُم عَلىَ ذلَكُِمْ إصِْريِ . قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{آل عمران 81
وأما سياق الملك فمثل قوله تعالى: }وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ا الحكمة وَفَصْلَ الخطاب{ . النساء 54، وأما سياق الدعوة فمثل قوله تعالى: }ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحكمة وَاالموعظة الحسنة
وجََادلِهُْم باِلتَّيِ هِيَ أحَْسَنُ إنَِّ ربَكََّ هُوَ أعَْلمَُبمن ضَلَّ عَنسَبيِلهِِ وهَُوَ أعَْلمَُ باِ لمهتدينَ{ النحل
125
وفي مثل ذلك التنوع الاستعمالي دليل على أنّ الحكمة صفة لازمة للأنبياء عليهم السلام، وهي لم تتخلّف عن أيّ نبيّ منهم، ولو جاز حمل سير الأنبياء على كلمة جامعة لقيل إنّها الحكمة، وقد تجلّت في تمييزهم منذ صباهم فعرفوا أنّ التوحيد واجب عقلي، وفي ترجيحهم حين صحبوا أقوامهم فاتخذوا منهم الحواريين والأصحاب، وفي شجاعتهم حين لم يكتموا الشهادة ونصروا المستضعفين.ووجب أن تكون صفة لازمة لكلّ من ابتغى الاقتداء بالأنبياء وأراد أن يحمل بعدهم رسالة الدعوة والاهتداء. لكن وا أسفاه على كثيرين أساؤوا وهم يحسبون أنهم يحسنون.
بقلم: د. عبد الحفيظ بورديم