el bassaire

vendredi 3 janvier 2014

نظـرة الإسلام لولـد الزنا



نظـرة الإسلام لولـد الزنا

الإسلام هو دين العدل والرحمة والمساواة ، ولم يكن اللَّه ليظلم أحداً ، أو يؤاخذه بما لم تقترف يداه ، قال تعالى : {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

وولد الزنا إنما جنى والداه بجنايتهما الشنيعة ، وهو لم يخلق بعد فكيف يسأل عما جنياه ؟ ، بل هو محل عناية الشارع الحكيم حتى قبل أن يولد ، فإن النبي  رد الغامدية حتى تضع ما في بطنها ثم ردها لترضعه حتى تفطمه ، ثم أمر بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين .
وقد أوصى عمر  بولد الزنا خيراً  .
أما ما ورد في ذم ولد الزنا فجميع ذلك متكلم فيه أو مبين المقصود منه ، ومن ذلك ما روته ميمونة بنت سعد مولاة النبي  أن النبي  سئل عن ولد الزنا فقال: " لا خير فيه ، نعلان أجاهد - أو قال أجهز - بهما في سبيل اللَّه أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ".

وقد قال فيه ابن حزم [ فيه إسرائيل ضعيف وأبو يزيد مجهول ] .
ومن ذلك ما رواه أبو هريرة أن النبي قال في ولد الزنا : ( هو شر الثلاثة ).
وهــذان الحديثان يجيب عنهما ما قالت عائشة رضي اللَّه عنها لما بلغها أن أبا هريرة  يقول إن رسول اللَّه  قال : ( لأن أمتِّع بسوط في سبيل اللَّه أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ) وأنه e قال : ( ولد الزنا شر الثلاثة ) ... ، قالت : [ رحم اللَّه أبا هريرة أساء سمعاً فأساء إجابة ، أما قوله ( لأن أمتع بسوط ... )  أنها لما نزلت : { فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ } قيل : يا رسول اللَّه ، ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم ، فقال رسول اللَّه : ( لأن أمتع بسوط في سبيل اللَّه أحب إلي من آمر بالزنا ثم أعتق الولد ) وأما قوله : ( ولد الزنا شر الثلاثة ) فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول اللَّه، فقال : ( من يعذرني من فلان ) فقيل يا رسول اللَّه ،  مع ما به ولد زنا فقال  : ( هو شر الثلاثة ) واللَّه عز وجل يقول : { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)}  .
ثم إن الحديث روي عن عائشة بلفظ (هو أشر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه)(.
وروي عن ابن عباس مثله ، فهو على هذا المعنى يكون فيمن أضاف إلى فساد الأصل والنسب فساد العمل .
كما روي عن الحسن البصري - رحمه اللَّه - أنه قال [ إنما سمي ولد الزانية شر الثلاثة أن أمه قالت له لست لأبيك الذي تدعى به فقتلها؛ فسمي شر الثلاثة ].
ومن الأحاديث التي قد يفهم منها ذم ولد الزنا ما رواه أبو هريرة  قال قال رسول الله  : ( لا يدخل الجنة ولد زنية ) ، وفي رواية ( ولد زنا ) ، وقد أجيب عنه بأن المراد به من تحقق بالزنا وعرف به حتى صار غالباً عاليه ؛ فاستحق بذلك أن يكون منسوباً إليه فيقال هو ابنٌ له ، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها فيقال لهم بنو الدنيا ، ويقال للمتحقق بالحذر ابن أحذار ويقال للمسافر ابن السبيل .

إذا تبين هذا يتبين أن أكثر ما بُني عليه القدح في ولد الزنا هو ما سبق من آثار وأحاديث إن سلمت من مقال في سندها ما سلمت من مناقشة وما سلمت من معارضة النصوص التي تقرر أن العبد لا يؤاخذ بذنب غيره ، أما بقية ما بني عليه القدح فيه فهـو ما ذكره بعض العلماء من أنه لا أب له يربيه ويعلمه وهذا مردود باليتيم ، ومثله تعليلات أخرى نتطرق إليها في مواضعها إن شاء اللَّه .

وقد كفل الشرع المطهر لهذا الولد حقوقه في هذه الحياة كاملة فلم يفرق بينه وبين الولد الشرعي بشيء إلا في أنه لا ينسب لأب - عند الجمهور - فقد فرض له حقه في الرضاع والحضانة والنفقة ووَرَّثه من أمه ومن أدلى بها ..
.
وفي مجال الحقوق المعنوية فإن له الصفة المعتبرة كشخص سوي في مجال العدالة وما يدخل ضمنها أو ينبني عليها إذ استوفى ما ينبغي له العناية به من أمر الدين والمروءة .
وكل ذلك سنعرفه إن شاء اللَّه في ثنايا هذا البحث .
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire