el bassaire

lundi 15 février 2016

«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ

«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ
شرحُ عُمدةِ الأحكامِ
للشّيخِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُحسنِ التّويجريّ




3*- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ 
رضي الله عنهم قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو هريرة وعائشة رضي الله عنهما من المشهورين من الصحابة رضوان الله عليهم، لكن بالنسبة لعبد الله بن عمرو بن العاص قد يحسن التعريف بشيء من حياته رضي الله عنه، فهو ووالده ممن أسلم قبيل الفتح، وهو رضي الله عنه من العجائب في سيرته أنه ليس بينه وبين والده في العمر إلا إحدى عشرة سنة، وتميز رضي الله عنه بشيء ذكره أبو هريرة - كما أخرجه الإمام البخاري - قال: ما كان أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب، فتميّز عبدُ الله بن عمرو عن كثير من الصحابة بل هم نوادر الذين يكتبون بأنه كان يكتب حديث النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مع أنه ما صحب النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلا فترة وجيزة لأنه أسلم قبل الفتح، والفتح كان في رمضان سنة ثمان، يعني صحب النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم سنتين وزيادة ومع ذلك نقل عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث كثيرة أكثر ممن صحبه عشرين سنة لأنه كان يكتب ويحفظ أحاديثه في كتابه، وحصل لديه إشكال وهو أن قريشا نهت عن الكتابة وقالت: أنت تكتب عن رسول الله! والأمر كما تعرفون حديث عهد بالإسلام فقالوا: أنت تكتب عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو بشر يقول في الغضب و الرضى، فقام عبد الله بن عمرو – أشكل عليه الأمر – فسئل النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ فقال النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج من هذا إلا حق -ويشير إلى فيه» فهذه من أقوى الأدلة علة جواز كتابة حديث النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عهده، لأنه هناك خلاف في مسألة الكتابة هل هي جائزة او منهي عنها لورود حديث في صحيح مسلم يقول فيه النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه»)، فهؤلاء الثلاثة كلهم رَووا عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قوله «ويل للأعقاب من النار» لماذا قال: ويل للأعقاب -والأعقاب جمع عقب وهي مؤخرة القدم-؟ لماذا الأعقاب فقط هي التي ويل لها من النار؟ هل معنى ذلك أن بقية القدم أو بقية أعضاء الوضوء سالمة من الوعيد؟ الجواب: لا، كل أعضاء الوضوء يرد فيها هذا الوعيد، إنما خصّ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذا الجزء من العضو لأنه مظنة عدم العناية، عدم الانتباه، وسبب هذا الحديث أن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أدرك أصحابه في وقت كان شتاء وبرودة شديدة؛ فكان الواحد أو بعضهم مجرد أنه يضرب قدميه بالماء مثل الذي يريد أن يفعل أقل الواجب، بالطبع يترتب على ذلك أن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لاحظ أن أعقاب بعضهم لم يصبها الماء فقال: «أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار» ولذا يجب على كل مسلم، لأن العقب غسله واجب ولا تصح الصلاة إلا بغسله، فغسل القدم كاملة إلا جزء منها؛ يجعل الوضوء غير صحيح، والحجة في ذلك حديث صاحب اللمعة الذي رآه النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفي قدمه مثل مقدار الدرهم يلمع لم يصبه الماء، فقال: «ارجع فتوضأ» أمره أن يعيد الوضوء، ففي هذا دلالة على أن الوضوء لا يصح إذا كان هناك جزء من الأعضاء الواجب غسلها لم يصبه الماء، النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبّه إلى خطورة الأعقاب، وهذا يؤكد على أننا عند الوضوء لا بد أن ننتبه إلى هذه الاجزاء التي قد لا يصل إليها الماء أو لا يصيبها الماء.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire