el bassaire

lundi 9 mai 2016

حكم السواك

السواك فضائله و آدابه مواطنة
http://al-bassair.blogspot.com

حكم السواك:
السواك سنة مؤكدة كما قال ابن قدامة رحمه الله: «اتفق أهل العلم على أنه سنة مؤكدة» [المغني 1/134].
مواطن يشرع فيها السواك:
يشرع للمسلم أن يستخدم السواك في المواطن التالية:
1- عند الوضوء. لحديث أبي هريرة t عن النبي صلى الله عليه و سلم: «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2- عند القيام للصلاة. لحديث أبي هريرة t أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري ومسلم].
قال الصنعاني رحمه الله: وقد علم من موارد التشريع أمر الأمة أن يكونوا عند العبادة في أكمل الأحوال، ومن ثمة أمر بأخذ الزينة للمساجد ومنع من أكل الكراث ونحوه عند حضور الجماعة؛ لأنه على رائحة تنافي الانضمام إلى عبادة الله في المساجد، والفم أحق عضو بالنظافة؛ لأنه موضع مرور كلام الله. [السواك فضله وفوائده/ إبراهيم الحسن نقلاً عن إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام].
3- عند التجمل للجمعة: فعن أبي سعيد الخدري t قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيبًا إن وجد» [رواه البخاري]، وعند مسلم: «وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه».
قال الإمام النووي رحمه الله: "قوله: «وسواك ويمس من الطيب» معناه: ويسن السواك ومس الطيب" [شرح مسلم 6/118].
عند القيام من النوم: فعن حذيفة t قال: (كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) [رواه البخاري ومسلم).

قال ابن دقيق العيد: «فيه استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخره المعدة، والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه» [فتح الباري 1/470].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك. رواه أحمد.

4- عند القيام لصلاة الليل. فعن حذيفة t قال: (كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك). [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية للبخاري: (إذا قام للتهجد) ولمسلم نحوها.


قال ابن دقيق العيد: «الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالاً تقرب إلى الله، فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارًا لشرف العبادة». [فتح الباري 2/479].
وليس هذا خاصًا بقيام الليل بل يشرع عند كل صلاة ليقابل المسلم ربه بكل زينة ظاهرة وباطنة.
5- عند دخول المنزل. فعن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) [رواه مسلم].
والحكمة من السواك عند دخول المنزل: أن السواك من أجل النافلة؛ لأنه صلى الله عليه و سلم كان يصليها في البيت، وقيل: أن ربما تغيرت رائحة الفم عند محادثة الناس وإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك [انظر السواك لإبراهيم الحسن].
6- عند قراءة القرآن الكريم: فقد روي عن علي بن أبي طالب t قال: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني، السلسلة 1213].
7- عند تغير الفم واصفرار الأسنان. فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري معلقًا].
8- عند الاحتضار: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمرَّه). الحديث.

فيستحب للمسلم إذا حضر عند محتضر أن يلقنه وأن يقدم له السواك خصوصًا إذا طلبه ليموت على السنة. والله أعلم.


بما يستاك المسلم:
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم، ولا يجرحه، ولا يضره، ولا يتفتت فيه. كالأراك، وجريد النخل، والزيتون. وكل ما له رائحة طيبة، ولا يسبب ضررًا.
وأفضل هذه الأنواع الأراك؛ لما فيه من إنقاء وريح طيب، ولأن عبد الله بن مسعود t قال: (كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه و سلم سواكًا من الأراك) [رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان وحسنه الألباني].

كيفية الاستياك:
هو أن يستاك عرضًا في ظاهر الأسنان وباطنها، وعلى اللسان طولاً، وطولا وعرضًا على كراسي أضراسه، وأن يبدأ بالجانب الأيمن إلى نصف الفم، ثم الأيسر إلى النصف الآخر.
وأما عن كيفية أخذه فله أن يجعل الخنصر أسفله، والإبهام أسفل رأسه، وباقي الأصابع فوقه كما رواه ابن مسعود [انظر حاشية ابن عابدين 1/114].
وقد قال أبو موسى الأشعري t فرأيته يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم يستاك على لسانه [رواه البخاري].
آداب ينبغي التحلي بها:
1- على المسلم أن ينوي بتسوكه السنة، حتى يحصل له أجر العمل بالسنة، فإن الأعمال لا تقبل ما لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم.
2- غسل السواك قبل استعماله، وكذلك عند الانتهاء منه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني السواك؛ لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) [رواه أبو داود وحسنه الألباني].

احرص على استخدام السواك الجيد النظيف، خصوصًا الحار منه، لما يحويه من فوائد صحية للفم، واللثة.
3- أن يستاك بيده اليسرى، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «الأفضل أن يستاك باليسرى. نصه عليه أحمد. ثم ذكر رحمه الله أن الأفعال على نوعين، فما كان منها مشتركًا بين اليمنى واليسرى تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة، كالوضوء والغسل، والابتداء بالشق الأيمن في السواك، وتقدم اليسرى في ضد ذلك، وما كان يختص بأحدهما إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب، وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار» [انظر مجموع الفتاوى 21/10]، وقيل: أن يستاك بيده اليسرى إذا أراد التطهير، وبيده اليمنى إذا كان من باب التطيب.
قال ابن عابدين: «غاية ما يقال إن السواك إن كان من باب التطهير استحب باليمين كالمضمضة وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى والظاهر الثاني» [حاشية ابن عابدين 1/114].
والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
4- أن يبدأ بالجهة اليمنى ثم اليسرى، من الفم.
5- أن يتعاهد السواك بالغسل والتنظيف.
6- أن يقطع الجزء العلوي من السواك، ويفضل أن يكون كل يوم.
7- لا تستخدم السواك لساعات طويلة؛ لأنه يؤثر على اللثة وقد يسبب لها النزيف.
8- أن يجتنب السواك في الصلاة، وعند سماع الخطبة، وعند قراءة القرآن حتى لا ينشغل بغير التلاوة، ومجالس العلم.
9- من الآداب دفع السواك للأكبر فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «أراني أتسوك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما» [رواه البخاري ومسلم].

قال ابن بطال: «فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام».
وقال المهلب: «هذا ما لم يترتب القوم في المجلس، فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم الأيمن». [فتح الباري 1/480].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفيه أن استعمال الغير ليس بمكروه، إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله» [فتح الباري 1/480].

تنبيهات:
1- الراجح من أقوال العلماء: جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال، قال ابن القيم رحمه الله: «ولا صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه.
وقال رحمه الله: «ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت؛ لعموم الأحاديث فيه واختار هذا القول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وابن عثيميين رحمها الله وجمع من العلماء.
2- استخدام الغير ليس بمكروه، وإذا استخدمت سواك غيرك فالسنة غسله قبل استخدامه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: نبي الله يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به ثم أغسله وأدفعه إليه [رواه أبو داود]. وفي الحديث فائدة وهي أنها لم تغسله بعد النبي صلى الله عليه و سلم لأنها ترجو البركة من ريق النبي صلى الله عليه و سلم.
3- على المسلم أن يعود أولاده ومن تحت يده على هذه السنة، ويحثهم عليها.
4- الهدية لها أثر طيب ففي الحديث الذي حسنه الألباني رحمه الله: «تهادوا تحابوا» فلتحصر أخي على إهداء غيرك سواكًا؛ لتحصل على ثواب الهدية. وأجر العمل بالسنة.

5- على الباعة أن يكون هدفهم نشر السنة قبل غرض التجارة، وأن يراعوا أحوال الناس، من ناحية السعر، وعدم جلب الرديء والنصح لهم في الأنواع الجيدة، فالبعض لا يعرف السواك الجيد من غيره.
6- لا يجوز بيع السواك ولا غيره داخل المسجد، أو في فناء تابع له كالساحات والمداخل، التي تعد من المسجد.
7- هناك أحاديث ضعيفة وردت في السواك ومن ذلك:
- «استاكوا، استاكوا، لا تأتوني قلحًا، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة» [ضعيف الجامع 798].
- «استاكوا، ما لكم تدخلون عليَّ قُلحًا» [ضعيف الجامع 799].
- «استاكوا، وتنظفوا، وأوتروا، فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر» [ضعيف الجامع 800].
- «صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك» [ضعيف الجامع 3519].
- «السواك سُنة، فاستاكوا أي وقت شئتم» [ضعيف الجامع 3359].
- «السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت» [ضعيف الجامع 3369].
- «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر» [ضعيف الجامع 3361].
- «السواك نصف الإيمان، والوضوء نصف الإيمان» [ضعيف الجامع 3363].
- «السواك واجب، وغسل الجمعة واجب على كل مسلم» [ضعيف الجامع 3364].
- «السواك يزيد الرجل فصاحة» [موضوع، ضعيف الجامع 3365].



- «استاكوا عرضًا، وادهنوا غبًا، واكتحلوا وترًا» قال الزرقاني: لا أصل له بهذا اللفظ، نعم ورد معناه بلفظ آخر. [المقاصد الحسنة 65].
- حديث عائشة رضي الله عنها: (الرجل الذي يذهب فوه، أيستاك؟ قال: (نعم) قلت: كيف يصنع؟ قال: (يدخل أصبعه في فيه) [منكر، تمام المنة].
أخي المسلم: ها نحن قد بينا لك شيئًا من فضائل هذه السنة، فاحرص على اتباعها، والعمل بها ونشرها بين أوساط الناس، لتعم الفائدة، ولتحصل على أجر: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم].
نسأل الله التوفيق للجميع، وأن يجعلنا متبعين لسنة الهادي النذير والسراج المنير، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire