el bassaire

mardi 10 mai 2016

فَصْلٌ فِي شَرْحِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى

فَصْلٌ فِي شَرْحِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى
للشيخ د. صالح بن عبد العزيز السندي

http://al-bassair.blogspot.com


   قد تكرر كثيرٌ من أسماء الله الحسنى في القرآن بحسب المناسبات ، والحاجة داعيةٌ إلى التنبيه إلى معانيها الجامعة فنقول :
قد تكرر اسم ( الرب ) في آياتٍ كثيرةٍ .
و( الرب ) هو : المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم ، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم ، ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل ؛ لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة .
( الله ) هو المألوه المعبود ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال .
( الملك ، المالك ، الذي له الملك ) فهو الموصوف بصفة الملك ، وهي صفات العظمة والكبرياء والقهر والتدبير، الذي له التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء ، وله جميع العالم العلويّ والسفليّ كلهم عبيدٌ ومماليكٌ ومضطرون إليه .
( الواحد ، الأحد ) وهو الذي توحد بجميع الكمالات ، بحيث لا يشاركه فيها مشاركٌ ، ويجب على العبيد توحيده عقدًا وقولاً وعملاً ، بأن يعترفوا بكماله المطلق ، وتفرده بالوحدانية ، ويفردوه بأنواع العبادة .
( الصمد ) وهو الذي تقصده الخلائق كلها ، في جميع حاجاتها وأحوالها وضروراتها ، لما له من الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله .
( العليم ، الخبير ) وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن ، والإسرار والإعلان ، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات ، وبالعالم العلويّ والسفليّ ، وبالماضي والحاضر والمستقبل ، فلا يخفى عليه شيءٌ من الأشياء .
( الحكيم ) وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره ، الذي أحسن كل شيءٍ خلقه " ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون " فلا يخلق شيئًا عبثًا ، ولا يشرع شيئا سدًى ، الذي له الحكم في الأولى والآخرة ، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشاركٌ : فيحكم بين عباده في شرعه وفي قدره وجزائه . والحكمة : وضع الأشياء مواضعها ، وتنزيلها منازلها .
( الرحمن ، الرحيم ، البر ، الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهاب ) هذه الأسماء تتقارب معانيها ، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم ، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود ، بحسب ما تقتضيه حكمته ، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر والحظ الأكمل ، قال تعالى : " ورحمتي وسعت كل شيءٍ فسأكتبها للذين يتقون ... الآية " والنعم والإحسان كله من آثار رحمته وجوده وكرمه ، وخيرات الدنيا والآخرة كلها من آثار رحمته .
( السميع ) لجميع الأصوات ، باختلاف اللغات ، على تفنن الحاجات .
( البصير ) الذي يبصر كل شيءٍ وإن رق وصغر ، فيبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع ، وأيضًا سميعٌ بصيرٌ بمن يستحق الجزاء بحسب حكمته ، والمعنى الأخير يرجع إلى الحكمة .
( الحميد ) في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فله من الأسماء أحسنها ، ومن الصفات أكملها ، ومن الأفعال أتمها وأحسنها ، فإن أفعاله تعالى دائرةٌ بين الفضل والعدل .
( المجيد ، الكبير ، العظيم ، الجليل ) وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال ، الذي هو أكبر من كل شيءٍ ، وأعظم من كل شيءٍ ، وأجل وأعلى ، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه ، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله ، والخضوع له والتذلل لكبريائه.
( العفو ، الغفور ، الغفار ) الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفًا ، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا ، كل أحدٍ مضطرٌ إلى عفوه ومغفرته ، كما هو مضطرٌ إلى رحمته وكرمه ، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها ، قال تعالى: " وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى".
( التواب ) الذي لم يزل يتوب على التائبين ، ويغفر ذنوب المنيبين ، فكل من تاب إلى الله توبةً نصوحًا تاب الله عليه ، فهو التائب على التائبين : أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه ، وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولاً لها وعفوًا عن خطاياهم .
( القدوس ، السلام ) أي : المعظم المنزه عن صفات النقص كلها ، وأن يماثله أحدٌ من الخلق ، فهو المتنزه عن جميع العيوب ، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحدٌ في شيءٍ من الكمال " ليس كمثله شيءٌ " ، " ولم يكن له كفوًا أحد " ، " هل تعلم له سميًّا " ، " فلا تجعلوا لله أندادًا " فالقدوس كالسلام ينفيان كل نقصٍ من جميع الوجوه ، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه ؛ لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله .
( العلي ، الأعلى ) وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه ، علو الذات ، وعلو القدر والصفات ، وعلو القهر ، فهو الذي على العرش استوى ، وعلى الملك احتوى ، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف وإليه فيها المنتهى.
(العزيز) الذي له العزة كلها : عزة القوة وعزة الغلبة وعزة الامتناع ، فامتنع أن يناله أحدٌ من المخلوقات ، وقهر جميع الموجودات ، ودانت له الخليقة ، وخضعت لعظمته.
( القوي ، المتين ) هو في معنى العزيز.
( الجبار ) هو بمعنى العليّ الأعلى ، وبمعنى القهار ، وبمعنى الرؤوف ، الجابر للقلوب المنكسرة ، وللضعيف العاجز ، ولمن لاذ به ولجأ إليه.
( المتكبر) عن السوء والنقص والعيوب لعظمته وكبريائه.
( الخالق ، البارئ ، المصور ) الذي خلق جميع الموجودات وبرأها ، وسوّاها بحكمته ، وصورها بحمده وحكمته ، وهو لم يزل ولا يزال على هذا الوصف العظيم .
( المؤمن ) الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال ، وبكمال الجلال والجمال ، الذي أرسل رسله وأنزل كتبه بالآيات والبراهين ، وصدّق رسله بكل آيةٍ وبرهانٍ يدل على صدقهم وصحة ما جاؤوا به.
( المهيمن ) المطلع على خفايا الأمور ، وخبايا الصدور ، الذي أحاط بكل شيءٍ علمًا .
( القدير ) كامل القدرة ، بقدرته أوجد الموجودات ، وبقدرته دبّرها ، وبقدرته سوّاها وأحكمها ، وبقدرته يحيي ويميت ، ويبعث العباد للجزاء ، ويجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، الذي إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون ، وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء و يريد.
( اللطيف ) الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا ، وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة ، اللطيف بعباده المؤمنين ، الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرقٍ لا يشعرون بها ، فهو بمعنى الخبير وبمعنى الرؤوف .
(الحسيب ) هو العليم بعباده ، كافي المتوكلين ، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها .
 ( الرقيب ) المطلع على ما أكنّته الصدور ، القائم على كل نفسٍ بما كسبت ، الذي حفظ المخلوقات و أجراها على أحسن نظامٍ و أكمل تدبيرٍ .
( الحفيظ ) الذي حفظ ما خلقه وأحاط علمه بما أوجده ، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات ، ولطف بهم في الحركات والسكنات ، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها .
( المحيط ) بكل شيءٍ علماً وقدرةً ورحمةً وقهرًا .
( القهار ) لكل شيءٍ الذي خضعت له المخلوقات ، وذلت لعزته وقوته وكمال اقتداره .
( المقيت ) الذي أوصل إلى كل موجودٍ ما به يقتات ، وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده .
(الوكيل) المتولي لتدبير خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته ، الذي تولى أولياءه فيسّرهم لليسرى وجنبهم العسرى ، كفاهم الأمور ، فمن اتخذه وكيلاً كفاه " الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " .
( ذو الجلال والإكرام ) أي ذو العظمة والكبرياء وذو الرحمة والجود والإحسان العام والخاص المكرم لأوليائه وأصفيائه الذين يجلّونه ويعظمونه ويحبّونه .
( الودود ) الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم ويحبونه ، فهو أحب إليهم من كل شيءٍ ، قد امتلأت قلوبهم من محبته ، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه ، وانجذبت أفئدتهم إليه ودًّا وإخلاصًا وإنابةً من جميع الوجوه .
( الفتّاح ) الذي يحكم بين عباده بأحكامه الشرعية وأحكامه القدرية وأحكام الجزاء ، الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين ، وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والإنابة إليه ، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة , وسبّب لهم الأسباب التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة " ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده".
( الرزاق ) لجميع عباده فما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ، ورزقه لعباده نوعان : رزقٌ عامٌّ شمل البرّ والفاجر والأولين والآخرين ، وهو رزق الأبدان ، ورزقٌ خاصٌّ وهو القلوب ، وتغذيتها بالعلم والإيمان ، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا خاصٌّ بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته .
( الحكم ، العدل ) الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه ، فلا يظلم مثقال ذرةٍ ، ولا يحمل أحدًا وزر أحدً ، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ، ويؤدي الحقوق إلى أهلها ، فلا يدعُ صاحب حقٍّ إلا وصل إليه حقه ، وهو العدل في تدبيره وتقديره " إن ربي على صراطٍ مستقيمٍ " .
( جامع الناس ) ليوم لا ريب فيه ، وجامع أعمالهم وأرزاقهم ، فلا يترك منها صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ، وجامع ما تفرق واستحال من الأموات الأولين والآخرين ، بكمال قدرته وسعة علمه .
( الحي ، القيوم ) كامل الحياة والقائم بنفسه ، القيوم لأهل السماوات والأرض القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم ، فالحي : الجامع لصفات الذات ، والقيوم : الجامع لصفات الأفعال .
( النور ) نور السماوات والأرض ، الذي نوّر قلوب العارفين بمعرفته والإيمان به ، ونوّر أفئدتهم بهدايته ، وهو الذي أنار السماوات والأرض بالأنوار التي وضعها ، وحجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه .
( بديع السماوات والأرض ) أي : خالقهما ومبدعهما ، في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام العجيب المحكم .
( القابض ، الباسط ) يقبض الأرزاق والأرواح ، ويبسط الأرزاق والقلوب ، وذلك تبعٌ لحكمته ورحمته .
( المعطي ، المانع ) لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فجميع المصالح والمنافع منه تطلب ، وإليه يُرغب فيها ، وهو الذي يعطيها لمن يشاء ، ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته .

( الشهيد ) أي : المطلع على جميع الأشياء ، سمع جميع الأصوات ، خفيّها وجليّها ، وأبصر جميع الموجودات ، دقيقها وجليلها ، صغيرها وكبيرها ، وأحاط علمه بكل شيءٍ ، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه .
( المبدئ ، المعيد ) قال تعالى : " وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده " ابتدأ خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملاً ، ثم يعيدهم ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، ويجزي المسيئين بإساءتهم ، وكذلك هو الذي يبدأ إيجاد المخلوقات شيئًا فشيئًا ، ثم يعيدها كل وقتٍ .
( الفعال لما يريد ) وهذا من كمال قوته ، ونفوذ مشيئته وقدرته ، أن كل أمرٍ يريده يفعله بلا ممانعٍ ولا معارضٍ ، وليس له ظهيرٌ ولا عوينٌ ، على أي أمرٍ يكون ، بل إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون ، ومع أنه الفعال لما يريد فإرادته تابعةٌ لحكمته وحمده ، فهو موصوفٌ بكمال القدرة ونفوذ المشيئة ، وموصوفٌ بشمول الحكمة لكل ما فعله ويفعله .
( الغني ، المغني ) فهو الغني بذاته ، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات ، لكماله وكمال صفاته ، فلا يتطرق إليها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه ، ولا يمكن أن يكون إلا غنيًّا ، لأن غناه من لوازم ذاته ، كما لا يكون إلا خالقًا قادرًا رازقًا محسنًا ، فلا يحتاج إلى أحدٍ بوجهٍ من الوجوه ، فهو الغنيّ الذي بيده خزائن السماوات والأرض ، وخزائن الدنيا والآخرة ، المغني جميع خلقه غنًى عامًّا ، والمغني لخواص خلقه ، بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانيّة والحقائق الإيمانية .
( الحليم ) الذي يُدرّ على خلقه النعم الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم ، فيحلُم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا .
( الشاكر ، الشكور ) الذي يشكر القليل من العمل ، ويغفر الكثير من الزلل ، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حسابٍ ، ويشكر الشاكرين ، ويذكر من ذكره ، ومن تقرب إليه بشيءٍ من الأعمال الصالحة تقرب الله منه أكثر .
( القريب ، المجيب ) أي : هو تعالى القريب من كل أحدٍ ، وقربه تعالى نوعان : قربٌ عامٌّ من كل أحدٍ ، بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته وقربٌ خاصٌّ من عابديه وسائليه ومحبيه ، وهو قربٌ لا تدرك له حقيقةٌ ، وإنما تعلم آثاره ، من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده ، ومن آثاره الإجابة للداعين والإنابة للعابدين ، فهو المجيب إجابةً عامةً للداعين ، مهما كانوا وأين كانوا وعلى أي حالٍ كانوا ، كما وعدهم بهذا الوعد المطلق ، وهو المجيب إجابةً خاصةً للمستجيبين له المنقادين لشرعه ، وهو المجيب أيضًا للمضطرين ، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقوي تعلقهم به ، طمعًا ورجاءً وخوفًا .
( الكافي ) عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه ، الكافي كفايةً خاصةً من آمن به وتوكل عليه واستمدّ منه حوائج دينه ودنياه .
( الأول ، والآخر ، والظاهر ، والباطن ) قد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا جامعًا واضحًا فقال يخاطب ربه : " أنت الأول فليس قبلك شيءٌ  وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ " .
( الواسع ) الصفات والنعوت ومتعلقاتها ، بحيث لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، واسع العظمة والسلطان والملك ، واسع الفضل والإحسان ، عظيم الجود والكرم .
( الهادي ، الرشيد ) أي : الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع ، وإلى دفع المضار ، ويعلّمهم ما لا يعلمون ، ويهديهم لهداية التوفيق والتسديد ، ويلهمهم التقوى ، ويجعل قلوبهم منيبةً إليه منقادةً لأمره ، وللرشيد معنًى بمعنى الحكيم ، فهو الرشيد في أقواله وأفعاله ، وشرائعه كلها خيرٌ ورشدٌ وحكمةٌ ، ومخلوقاته مشتملةٌ على الرشد.
( الحقّ ) في ذاته وصفاته ، فهو واجب الوجود ، كامل الصفات والنعوت ، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيءٍ من الأشياء إلا به ، فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفًا ، ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفًا ، فقوله حقٌّ ، وفعله حقٌّ ، ولقاؤه ورسله حقٌّ ، وكتبه حقٌّ ، ودينه هو الحق ، وعبادته وحده لا شريك له هي الحق ، وكل شيءٍ ينسب إليه فهو حقٌّ " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العليّ الكبير " ، " قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ، " فماذا بعد الحق إلا الضلال " ، " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا " .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله وسلم على محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين .
قال ذلك وكتبه العبد الفقير إلى ربه : عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي  غفر الله له ولوالديه ومشايخه وأحبابه وجميع المسلمين ، آمين .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire