el bassaire

lundi 30 mai 2016

بابُ السواكِ

بابُ السواكِ
شرحُ عُمدةِ الأحكامِ
للشّيخِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُحسنِ التّويجريّ

http://al-bassair.blogspot.com


17- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ».([1])
18- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما؛ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ".([2])
19- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه؛ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إلَى صَدْرِي، وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَصَرَهُ. فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَضَمْتُهُ، ونَفَضْتُهُ، فَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَاسْتَنَّ بِهِ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم اسْتَنَّ اسْتِنَانًا أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: رَفَعَ يَدَهُ - أَوْ إصْبَعَهُ - ثُمَّ قَالَ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى - ثَلاثاً - ثُمَّ قَضَى. وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي".([3])
وَفِي لَفْظٍ " فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: أَنْ نَعَمْ" هَذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ وَلِمُسْلِمٍ نَحْوُهُ([4]).
20- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه؛ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم وَهُوَ يَسْتَاكُ بِسِوَاكٍ رَطْبٍ، قَالَ: وَطَرَفُ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: أُعْ، أُعْ، وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ".([5])
...........................................
بالنسبة للسواك هذا وصف للفعل ولكن غلب على هذا العود الذي يُستخدم في دلك الأسنان وتنظيفها، وإلا فالسواك هو الفعل، ولكن نظرا لكثرة استخدام هذا العود غلب عليه هذا الوصف، والسواك سُنَّة مؤكدة، ويستحب بعود الأراك وغيره مما يحصل معه تنظيف الأسنان، فالاستحباب متعلق بالفعل وليس بهذا النوع من الأعواد، ولكن نظرا لما يتميز به هذا العود فيفضل للمسلم أن يستخدمه لأن فيه موادا تساعد على نظافة الأسنان، بالطبع - كما ذكرت قبل قليل أن السواك سُنَّة مؤكدة وهناك مواضع يتأكد فيها، منها ما ذكر النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هنا «عند كل صلاة»، وفي بعض الألفاظ «وعند كل وضوء»([6])، ومن المواضع أيضا إذا استيقظ من الليل كما في حديث حذيفة رضي الله عنه، وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يستاك إذا أراد أن يدخل المنزل([7]) وكذا أذا قام من الليل يريد أن يصلي، وأيضا إذا أراد ان يتلو القرآن أو يذكر الله سبحانه وتعالى، لأن السواك كما قال النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «مطهرة للفم مرضاة للرب»([8])، قالوا: أيضا ومن المواضع التي يستحب السواك فيها؛ عند تَغَيُّرِ رائحة الفم مثل عند الاستيقاظ من النوم أو إذا أكل الإنسان أكلا ذي رائحة ليست طيبة.
أما حديث عائشة رضي الله عنها والتي ذكرت فيها اللحظات الاخيرة لوفاة النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحرصه على العناية بهذه السُّنَّة حتى في هذه اللحظات الاخيرة، وكأنه يستعد بفم طيب مطيب للقاء ربه، وفي حديث أبي موسى الذي رأى النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يستاك بسواك رطب قال: (وطرف السواك على لسانه) أخذَ من هذا العلماء أن السواك يشرع للسان؛ لأن اللسان يبقى فيه بقايا طعام، حتى إن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يبالغ في إدخال السواك إلى أعلى اللسان مما يجعله يتهوع، فتنظيف الأسنان وتنظيف الفم بالسواك - بعود الأراك أو بغيره - من الوسائل سُنَّة مؤكدة وأمر مشروع.




([1]) صحيح مسلم (252).
([2]) صحيح البخاري (245).
([3]) صحيح البخاري (4438).
([4]) صحيح البخاري (4449).
([5]) صحيح البخاري (244).
([6]) صحيح. الموطأ (115). صحيح الجامع (5317).
([7]) صحيح مسلم (253).
([8]) صحيح. النسائي (5). الصحيحة (2517).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire