بابُ ليلةِ القَدرِ
205- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما؛ " أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه
وسلّم أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي
السَّبْعِ الأَوَاخِرِ. فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي
السَّبْعِ الأَوَاخِرِ".([1])
206- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي
الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ».([2])
207- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي
الله عنه؛ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَعْتَكِفُ فِي
الْعَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَاماً، حَتَّى إذَا كَانَتْ
لَيْلَةُ إحْدَى وَعِشْرِينَ - وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ
صَبِيحَتِهَا مِنْ اعْتِكَافِهِ - قَالَ: مَنْ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفْ
الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ فَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا،
وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا،
فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ،
فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ،
فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه
وسلّم وَعَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ مِنْ صُبْحِ إحْدَى
وَعِشْرِينَ".([3])
...........................................
هذه الأحاديث دالة على ليلة القدر وما يتعلق بها من أحكام وإنما سميت ليلة
القدر لأنه تُقَدَّر فيها مقادير الخلائق لسَنَة كاملة وهي ليلة في رمضان وفي
العشر الأواخر منه وفي آحاده آكد، فيمكن أن تكون في الأشفاع –كما قرَّر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله -
لكن الأقرب والآكد أنها في الآحاد؛ ليلة إحدى أو ليلة ثلاث أو ليلة خمس أو ليلة
سبع أو ليلة تسع، والصحيح أنها تتنقل وليست ثابتة مثل ما يتصور بعض الجهال أنها في
كل عام ليلة سبع وعشرين، ولذا يقول: عمرة ليلة القدر؟ والله سبحانه وتعالى بيَّن
فضل هذه الليلة والله سبحانه بيَّن فضل هذه الليلة ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾([4]) لِمَن تقبَّلها الله منه، ولذا
يقول النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم -والحديث في الصحيحين- «من قام ليلة القدر
إيمانا واحتسابا؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»([5]) والصحيح أنها تتنقل وليست ثابتة،
بمعنى أنها قد تكون هذا العام في ليلة إحدى وعشرين وفي العام الذي يليه ليلة تسع
وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة ثلاثة وعشرين، ليست ثابتة وهي لحكمة يريدها الله
حتى يتنافس الناس في العبادة ولذا كان النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخلت
العشر اعتكف وشد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله وانقطع للعبادة يلتمس هذه الليلة،
فينبغي للمسلم أن يكون اجتهاده في كل العشر وأن يزيد من اجتهاده في الأوتار ولا شك
أن ليلة سبع وعشرين - لمَا دلت عليه بعض الآثار – لأن بعض الصحابة يكاد يجزم، فهذه أيضا
تحتاج زيادة تحري وزيادة عبادة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire