el bassaire

mardi 29 octobre 2013

مَشَارِيعٌ تَجْعلُ للطَّالِبِ مَلَكةً أَثْناءِ قِراءِةِ كُتُبِ العِلَلِ



(مَشَارِيعٌ تَجْعلُ للطَّالِبِ مَلَكةً أَثْناءِ قِراءِةِ كُتُبِ العِلَلِ)

( المَدخَلُ إلى فَهْمِ عِلْمُ العِلَلِ )

الشَّيخِ الدُّكتُورِ حَاتِِمُ بْنُ عَارِِف العُونِيِّ

 


1- محاولةُ دِرَاسَة الأحَادِيثِ الَّتِي وَقَع فِيهَا الخِلافُ بَيْنَ العُلمَاءِ فِي التَّعلِيلِ, ككِتَاب "العِلَل لابْنِ أبِي حَاتِم" فَتَجِدُ أحادِيثَ يَختلفُ أبو حاتمٍ عَن أبِي زرعة في التعليل. فدراستها تبيِّن وجْه الاخْتِلاف الدَّقيقِِ بين الأئِمَةِ عمُوماً .  وهَذَا يماثلُ مَا يُسمَّى فِي العَصْرِ الحدِيثِ بـ "الفِقْهُ المُقَارَنْ" فتعرِضْ أقَاويلَ كلِّ فَريقٍ مَعَ أدلَّتِهِم, فتُحَاوِلُ أنتَ التَّرجِيحَ بَينَهَا, فَمنْ يُدْخِلُ نفسَهَ فِي مَسَائِل الخِلافِ أوْ مَعَ المُجْتهِدِينَ يَرتَقِي ارتِقاءً كَبِيراً .
2- مُحاوَلةُ استنْبَاط قَرائِنِ التَّرجيح بيْنَ كَلام العُلمَاء. مثالهُ:  قال النسائي "حديث فلان أقوى لأنه أحفظ" فجعلَ زيادةَ الحفظ قَرينَة علَى التَّرجيح.ِ أو يقول "فلان أقوى لأنه رواه سفيان وحماد" فجعل العدد قرينة في الترجيح. أو "فلان أخطأ لأنه سلك الجادة " وهي الأسانيد المشهورة مثل نافع عن ابن عمر وما شابهه, وهو الَّذي يسمَّى حَقِيقةً " فقه العلل" .
3- أوهامُ المَقْبُولينَ أو الثِّقاتُ. لأنَّ الأصلَ فِي العلل بالمَعنَى الخَاص –أخْطَاءُ المَقْبولِينَ- فلَوْ قَالَ الدارَ قُطْني "رواهُ فُلان ورَوَاهُ فلانٌ وخَالَفَه فُلانٌ وفلانٌ والصَّحِيحُ رِوايةُ فُلان". فلو جُمعَتْ مثلاً فإنَّها تُفيدُ فَائدةً كبيرةً, فرجلٌ طالبُ علمٍ يدْرس حديثاً كلّ رِجَاله مِنَ المقْبُولين, فَيقُولُ: لعلَّهم وَهمُوا؟ فيرجِعُ إِلى هَذا الكِتَاب فيَرْتَاح.
4- فائدةٌ أكبرُ: معرفةُ طَبَقةِ الرُّواةِ عَنْ شُيوخِهِم.
بَيَانُ ذلكَ: أقرأُ كتاب "العلل للدار قطني" كاملاً, فأقفِ في أنَّ يونس بن يزيد الأيلي وَهِمَ على الزهري ثلاثة أحاديث والباقية كلها صوابٌ عليه. وأنَّ عُقيل بن خالد وَهِم عن الزهري 20 حديثاً, فأيُّهمَا أقوى فِي روايةِ الزهري؟ بلا خِلافٍ أنَّه الأَّول. فلو وَجدتُ كلام أحد العلماء يقول " عقيل أقوى تلاميذ الزهري " أتذكر أنَّ لَهُ في كتاب "العلل للدار قطني" له أوهام كثيرة, وأن أقلَّهم "يونس بن يزيد الأيْلي" فأسْتدْرِكُ على هَذا العَالم .
وهناكَ مشاريع كثيرة وقويّة تستفِيدُها أثْنَاء قِرَاءة كُتُب العِلَل, فلا ينبغي للطَّالِبِ أنْ يتَغَافلَ أو يَتجَاهَلَ عَنْهَا .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire