el bassaire

jeudi 19 février 2009

في قوله تعالى بتلك السورة :﴿ وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ . وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ

في قوله تعالى بتلك السورة :﴿ وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ . وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
فهو يقين خاص ، إضافته للمهدي عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه بأمر الله عز وجل هذا المقسم عليه من الله تعالى نفسه ، لجلالته
وعظمته عند الرب سبحانه .آيات صدق بعثه يريد عز وجل ، تلك التي جعلها لإرساله علامات وبينات ، مثل الزلازل وتواترها ، وضربه للأرض بالحر والقحط عقوبة وتمهيد لأمره الجلل العظيم وغير ذلك الكثير مما فصل في هذه المنتديات المباركة ، وكل ذلك أثره بات اليوم مما هو مشاهد معلوم قد تقرر في بيانه وتعريف الخلق بوجهه في هذا المنبر المبارك في أكثر من ملف وأكثر من مقال ، غير ما سبق ذكره من ذلك في كتب الإمام عليه الصلاة والسلام .وقد تم بالبيان عن ذلك لكلٍ أدلته من الكتاب والسنة وما سبق من ذكر الله تعالى لذلك مما أنزل على أنبياءه ورسله من قبل .ومن آياته لتصديق ذلك بعثه الرسل للبشارة بأمر المهدي عليه الصلاة والسلام في الجزيرة العربية ، ورد خبرهم في أكثر من آية بكتاب الله تعالى ، وتم ذلك من خلال مثال المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمنام فأمرهم الله عز وجل بما أمرهم ، وذلك يعد أيضا من آيات الله تعالى إذ وقع وتحقق أمرهم كما أخبر عز وجل على وجه التمام ، وكيف لا والمخبر عن ذلك الله عز وجل ؟مثل قوله سبحانه في ذكرهم : ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً . وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ﴾ . ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾ . ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾ . ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ﴾ .وقد كان بلاغ أولئك حقا مبين كما فعل كل رسل الله تعالى من قبل .وقال تعالى في ذكرهم أيضا : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ .صديقون وشهداء على الناس ، بما آمنوا من الحق وصدقوا الكتاب . ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ﴾ ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ ﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ ولمراجعة التحقيق في أمر هؤلاء الرسل قف على هذا التفصيل :من ملف (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) التعقيب رقم (11)ومن آياته كذلك أثر تلك الرياح سواء بالعواصف الصفراء الترابية ، أو ما تنشر من أمطار شديدة وهيجان أنواء هائلة دمرت الكثير في العالم ولا زالت تفعل ذلك ، فهاجت البحار لذلك وماجت ، وارتفعت منسوبات الأنهار وفاضت فدمرت من الخلق والمحاصيل والبنيان ما لا يحصيه إلا القوي المنان ، وكل ذلك من آيات الله تعالى على وجه الأرض لأولئك الموقنين ، المهدي وأتباعه .ولما أردف بعد ذلك قوله عز وجل : ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ . أي من آيات سأجريها شهادة لبعثه وتحقيقا لنصرته ، بتأييده على من كذبه وجحد أمره .وبالفعل كان في ذلك آيات للموقنين محلها بعض الأنفس ، لكنهم لم يعتبرو ولم يؤمنو بذلك ولم يفقهوه أبدا ، ثم أعرضوا مثل ما أعرضوا عن الكثير من آيات الله تعالى ، في آفاق السماء وأقطار الأرض وكانت كلها شهادة لبعثه خليفته ورسوله ، لكنهم ورغم كثرة تلك الشواهد والآيات في الأنفس والأرض والسماء وإعجاز بعضها مع قوة دلالتها على أن فاعل ذلك لا يمكن يكون إلا هو الله عز وجل ، وأنه فعل ذلك وبتواتر وكثافة شملت العالم كله بعد أن لم يكن يفعل ذلك ، فنراهم رغم هذا لم ينتفعو من ذلك ولم يفطنو لدلالة تلك الآيات الإخبارية المعرفة على ما ذكر وفصل وأخبر أنه سيفعله في عالم المشاهدة والواقع يوما ما ، فحق عليهم قوله عز وجل في ذات السورة :﴿ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾أي يصرف عنه من يصرف ، وها نحن اليوم نرى تحقق ذلك الصرف والوعيد آمن به من آمن وكفر به وأعرض عنه وسهى عنه من حق عليه العذاب ، وكل من أبى إلا الكفر في أمر المهدي عليه الصلاة والسلام اليوم هو ممن صرف عن الإيمان بآيات الله تعالى واليقين بها الدالة على أمره بحسب ما نص على ذلك ربنا بكتابه القرآن وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أو من سبقه من أنبياء الله تعالى ، ولن ينفعهم بعد ذلك شيء أبدا كما أخبر سبحان وتعالى ، ذلك بقوله :﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ فَارَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾وهم هؤلاء الذين فارقوا دينهم فألبسهم الله عز وجل الحزبية والشيع المتفرقة والجماعات المختلفة ، كل منهم فرح بما عنده وكل يقول للناس تعالوا لي أهديكم سبيل الرشاد والهدى عندي أنا ، لكن الحق أن الكل في ضلال وكفر ونفاق أوجهل مبين وعما عن حق الله تعالى المنزل والمقضي به على قرنهم هذا ، وحين بعث المهدي عليه الصلاة والسلام وأوقع الله تعالى آياته التي عاب من لن يؤمن بها وكان أمرهم فرطا ، وزكى من آمن بها وأيقن فكانوا على الهدى والحق والسبيل المبين ، كان قدر تحقق تلك الآيات على وجه المتابعة والإسترسال والتواتر ، وكل ما مرت سنة كانت التي تتلوها فيها آياته عز وجل أكثر مما حصل وأشد تأثيرا على الناس لعلهم يستكينوا ويتضرعون وإلى خالقهم يرجعون ، لكن هيهات فقد حقت عليهم كلمات الله تعالى أنهم لا يهتدون ويبصرون ويعتبرون لجحدهم وشديد كفرهم .ومن تلك الآيات الرياح المرسلات التي وعد بها الكفار بأن يجعل فيها عذاب شديد ولازم مقيم .ومن تلك الآيات العواصف الصفراء وقد سبق الإشارة لها ، وهي من آيات الحق الدالة على هذا الأمر الجلل العظيم ، و كذلك أعرضوا عنها ولم يؤمنو بها ويدركوا حقيقتها ودلالتها ، وأنها من علامات بعث المهدي ومقترنة بذكره وتحقق تاويل بعثه .ومن آيات الله تعالى كذلك ذوبان الجليد وهو من العلامات الأبرز تحققا اليوم نتيجة تحقق علامة أخرى مرهون بها ذوبان جليد العالم ليعلم البشر أنهم مجرد بشر وان الله تعالى يعلم الغيب وما سيكون وكيف سيكون .ومن هنا يراجع أمر ذوبان الجليد ليتبين القارئ الناصح لنفسه كيف كان تحقق ذلك ولم ومن قال به قبل قرون :ذوبان الجليد تذكير للفطن وإخساء للبليد (2) .ومن قبل تلك الآيات تحققا آيات الدخان المبين والنار التي رآها العالم كله وهي علامات أكيده لبعثه ، فأما الدخان فقد سبق في أكثر من موضع بيان وجه دلالته على بعث المهدي عليه الصلاة والسلام وأنه من أظهر آيات بعثه من الله تبارك وتعالى ، بين ذلك في بعض كتب المهدي و بعض مقالاته ، و بعض مقالات أتباعه ، ومن أبرز ما كتب أحد تلاميذه في هذا الخصوص يراجع تحت هذا العنوان :وقفات للتبيان مع آيات سورة الدخان . وقد أفرد المهدي عليه الصلاة والسلام في هذه العلامة وعلامة النار كتاب اسمه " عمد النار والدخان من أظهر أمارات بعث المهدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire