el bassaire

samedi 22 octobre 2016

حكم التصفيق


حكم التصفيق
الشيخ محمد عبد الهادي

https://al-bassair.blogspot.com/

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله 

حكم التصفيق في المحافل و بعد إلقاء المحاضرات و الخطب للتشجيع و التعجب، فكانت إجابة من المعلوم أن التصفيق لم يشرع في شيء من أمور الدين إلا في موضع واحد للحاجة و هو للمرأة داخل الصلاة إذا عرض عارض كسهو الإمام في صلاته، فإنه يستحب بمن اقتدى به تنبيهه، فالرجل ينبه بالتسبيح والمرأة تنبه بالتصفيق، وهذا لثبوت السنة به من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :التسبيح للرجال و التصفيق للنساء. رواه البخاري ومن حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نابكم شيء في الصلاة فليسبح الرجال ولتصفح النساء - رواه أبوداود ((قال أيوب : قوله، التصفيح للنساء، تضرب بأصبعين من يمينها على كفها اليسرى)). وأما التصفيق في غير هذه الحالة فهو محرم وبدعة مذمومة، قال ابن الجوزي - رحمه الله - والتصفيق منكر، يطرب، ويخرج عن الاعتدال وتتنزه عن مثله العقلاء، ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت من التصدية و هي التي ذمهم الله بها فقال "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" سورة الأنفال.


فالمكاء : الصفير، والتصدية التصفيق، ثم قال وفيه أيضا تشبه بالنساء، والعاقل يأنف من أن يخرج من الوقار إلى أفعال الكفار و النسوة و للأسف الشديد فقد أحدث في الأمة التعبد بالتصفيق لدى بعض المبتدعة عند قراءة القرآن والأذكار والأوراد والمدائح في البيوت والمساجد وفي زمننا هذا أصبح عادة في المحافل وعند إلقاء المحاضرات والخطب للتشجيع والتعجب وماذاك إلا تشبها بالمشركين أهل الكفر والضلال - وأيضا فإن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل الكثير من المسلمين بكتاب الله و سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فإن من المعلوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند التعجب هو الثناء على الله تعالى وذكره بالتكبير والتسبيح والتهليل ونحوها، والأحاديث في هذا كثيرة و شهيرة في كتب السنة، ترجم لبعضها الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه، فقال :باب التكبير والتسبيح عند التعجب وأدخلها العلماء في كتب الأذكار، منهم الإمام النووي رحمه الله - في كتاب الأذكار، فقال : باب جواز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوها.وعلى هذا الهدي المبارك، درج سلف هذه الأمة من الصحابة رضوان الله عليهم فمن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا - والحمد لله - وفي هذا استمرار حال المسلم بتعظيم الله، وتمرين لسانه على ذكر الله تعالى.
وعليه فإن التصفيق في الاحتفالات وعند الخطب والمحاضرات وغيرها، إن وقع على وجه التعبد، فهو بدعة محرمة شرعا، لأن التصفيق لم يتعبدنا الله به، وهو نظير ماابتدعه بعض المتصوفة من التصفيق حال الذكر، وإن وقع التصفيق على وجه العادة فهو منكر محرم، لأنه تشبه بالكافر وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر قريشا أنه أسرى به إلى بيت المقدس، قالوا : ثم أصبحت بين طهرانينا، قال : نعم قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب زعم.رواه أحمد والنسائي وغيرهما. وقال صلى الله عليه وسلم 
ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت رمحي، وجعلت الذلة و الصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم. وبالله التوفيق و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه اجمعين.
تقديم الشيخ محمد عبد الهادي إمام مسجد السنة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire