عرف السنة لغة وشرعا، مع بيان ما تطلق عليه ؟
ج)
السنة في اللغة هي الطريقة حسنة كانت أو قبيحة ، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه
وسلم " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم
القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها
ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا " فهنا قسم
المعصوم صلى الله عليه وسلم السنة إلى قسمين إلى سنة حسنة ، وسنة سيئة ، وهذا
تقسيم للسنة بالمعنى اللغوي ، وأما السنة بالمعنى الشرعي فلا تقسم إلى ذلك ، بل لا
تكون إلا حسنة .
وأما تعريفها عند علماء الشرع فهي تختلف باختلاف الفنون ، فإذا أطلقها علماء الاعتقاد فيريدون بها الشريعة على وجه العموم ومسائل الاعتقاد على وجه الخصوص ، ومن الأول قول البربهاري :-( اعلم
أن السنة هي الإسلام والإسلام هو السنة ) فجعل السنة مرادفة لمسمى الإسلام إجمالا ، ومن الثاني ما عرف عن أهل السنة من تسمية كتبهم بـ ( السنة ) ككتاب السنة للخلال ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم ، وكتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ، وكتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وغيرها كثير ، رحم الله أهل السنة رحمة واسعة وأجزل لهم الأجر والمثوبة وجزاهم الله خير ما جزى عالما عن أمته ، وأما إذا أطلقها الأصوليون فيعنون بها :- ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا يشمل ما صدر عنه من الأقوال والأفعال والتقريرات والكتابات والإشارات والهم والتروك ، وهو المعنى المقصود عندنا هنا في هذه الوريقات ، وأما السنة عند أهل الحديث :- فهي ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو ترك أو صفة خلقية أو خلقية ، وهو أقرب الإطلاقات لأهل الأصول ، إن لم يكن هو بعينه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire