el bassaire

mardi 14 mai 2013


الاستواء على العرش


* وأن الله سبحانه وتعالى على عرشه كما قال: الرحمن على العرش استوى [سورة طه، الآية: 5].

اللغة: (الرحمن): فعلان من رحم، وهي دالة على الامتلاء والكثرة، ومقصودها سعة الرحمة العامة.

الشرح: وقد ورد ذكر الاستواء في غير هذا الموضع في ستة مواضع من كتاب الله تعالى، قال تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" [سورة الأعراف، الآية: 54].
وقال تعالى: "الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر" [سورة الرعد، الآية: 2]، وقال تعالى: "الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى" [سورة السجدة، الآية: 4].
وقال  "هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم" [سورة الحديد، الآية: 4] وقال تعالى: "الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش" [سورة الفرقان، الآية: 59].

وهذه الآيات تدل على استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه تبارك وتعالى، وكلها بلفظ استوى المتعدي بعلى، وقد فسره أئمة السنة كأبي العالية ومجاهد وغيرهم بالعلو والارتفاع، وقد سئل الإمام مالك عن الاستواء فقال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة). [الأسماء والصفات ص (515: 516)].

وقال ابن المبارك: (نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات، على العرش استوى، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية). [الرد على الجهمية للدارمي ص (67)].

وأجمع السلف على ذلك كما حكاه الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر [ص (75)] فقد قال: (وأجمعوا.. أنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه).

هذه عقيدة أهل السنة قاطبة وعقيدة الأشعري كما ترى، ومع ذلك كله خالفت الأشعرية إمامهم خاصة وسائر أئمة السنة عامة، وهذا من عجائبهم وتناقضهم لأنهم إما على التفويض الذي هو جهل وتجهيل، وإما على التأويل الذي هو تحريف وتعطيل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire