el bassaire

mercredi 1 août 2018

شرح كتاب/ فضائل القرآن


كتاب/ فضائل القرآن
من كتاب السنن الكبرى للإمام النسائي
للشيخ عبد الرزَّاق البدر 
مَثْلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ
https://t.me/ryadhesunnah


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين، أما بعد،
فيقول الإمام أبو عبد الرحمن النسائي-رحمه الله تعالى- ي كتابه السنن الكبرى:مثل صاحب القران
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رضي الله عنهما -أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَثْلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِذَا عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أُطْلِقَتْ ذَهَبَتْ))

بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين،واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه أجمعين،اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً،وأصلح لنا شاننا كله ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين أما بعد،

 قال المصنِّف الامام النسائى -رحمه الله تعالى-:  مثل صاحب القران:  هذه الترجمة  عقدها -رحمه الله تعالى- لإيراد المثل العظيم الذى ضربه النبى صلَّى الله عليه وسلم لصاحب القران فى تعاهده القران ، وأن مثل صاحب القران كمثل صاحب الإبل في تعاهده لها، ومعلوم أن صاحب الابل اذا لم يكن على عناية طيبة بإبله وتفقد لها وإلا فانها تشرد وما شرد منها من الصعب الحصول عليه، وهذا أمر يعرفه اصحاب الابل الناقة الشرود التى تشرد من صاحبها  فانها تذهب بعيدا ويتعب أيضا فى البحث عنها وطلبها ، فالنبيعليه الصلاة والسلام ضرب هذا المثل العظيم لصاحب القران وأن مثله فى تعاهده لما يحفظه من كتاب الله عزوجل  كمثل صاحب الابل، وكثيرا ما تاتى فى السنَّة الامثال المضروبة ومن شأن المثل أنه يجعل الامر المعنوى بمثابة الامر المحسوس الملموس المشاهد .

أورد -رحمه الله تعالى- حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل صاحب القران كمثل صاحب الابل المعقَّلة)):انتبه رعاك الله الى قوله عليه الصلاة والسلام صاحب القران!ليس كل من يقرأ القران يعد صاحبا للقران، وإنما الصُحبة لها معنى، الصحبة تعنى أُلفة وملازمة وعناية ومداومة للقراءة مثل ما يقال فلان صاحب فلان، ما تقال هذه الكلمة لمن يجلس مع شخص مرة أو مرتين او ثلاث أو أربع أو  حتى عشر ،وإنما الصحبة تكون عن طول الملازمة ، عندما يقال فلان صاحب فلان  يعنى بذلك انه ملازم لصحبته ومجالسته والأنس به ، فصاحب القران لا تطلق هذه الكلمة على كل احد وإنما تطلق على من ألِفَ القران كما عبر العلماء رحمهم الله .الفه بالجلوس لقرائته والحسن فى تعاهده والإكثار من تلاوته ،والورد الثابت اليومى مع كتاب الله تعالى ،مثل هذا يقال عنه صاحب القران .

قال: ((مَثْلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ)): المعقَّلة أي المشدودة بالعقال ، والعقال هو الحبل الذى يشد على ركبة الناقة اذا اراد صاحبها الَّا تنهض من مكانها اذا بركت .والابل المعقلة تحتاج الى معاهدة بحيث ان صاحبها بين وقت واخر يمر عليها سريعا فما انطلق أو أوشك من العُقل -أوشك ان يخرج من مكانه- يعيده ويثبته فكذلك صاحب القران يحتاج ان يمر على محفوظاته من القران مرورا مستمراً بين وقت واخر وما وجده من السور او الايات بدأ يتفلت يكرره.حتى يثبت وهكذا يمضى مستمرا على هذه الطريقة .

شبَّه النبى عليه الصلاة والسلام ضبط القران بالقلب كضبط الابل بالعقال هذا وجه التشبيهفى الحديث، شبَّه النبي عليه الصلاة والسلام ضبط القران بالقلب- بحيث يثبت فى القلب- شبهه عليه الصلاة والسلام  بضبط الابل بالعقال ، ومعلوم ان صاحب الابل اذا أحسن ضبطها بالعقال فإنها تبقى فى مكانها اما اذا اهملها فانها  تُخلِّص نفسها مع طول الحركة ومحاولة النهوض، تخلص نفسها من العقال ثم تشرد عن صاحبها ويصعب عليه ان يحصِّلها.

قال :(( اذا عاهد عليها أمسكها ))أي صاحب الابل
((وان اطلقت ذهبت)): ومثله تماما صاحب القران إن تعاهده بالقراءة والمراجعة والمدارسة والاستذكار  فانه يثبت وإن اهمل وفرط فان ما حفظه من القران يضيع ويذهب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire