el bassaire

mercredi 1 août 2018

:التغني بالقران


شرح كتاب/ فضائل القرآن
من كتاب السنن الكبرى للإمام النسائي
للشيخ عبد الرزَّاق البدر 
https://t.me/ryadhesunnah

قال- رحمه الله- :التغني بالقران
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَذِنَ اللهٌ لِشَيْءٍ يَعْنِي أَذنَهُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ))

قال -رحمه الله تعالى-: التغنِّي بالقران عقد هذه الترجمة لبيان ما ورد فى التغنى بالقران والمراد بالتغنى بالقران أن يزين التالى لكتاب الله تبارك وتعالى صوته بالقرآن ويحسِّن صوته ترتيلاوتحبيرا لتلاوة كتاب الله -سبحانه وتعالى - وإحسانا في الاداء من غير تكلُّف لان التكلف والمبالغة هذا غير مطلوب، وأيضا من غير محاكاة لأهل الفسق في صنيعهم  في الأغاني وما يسمى ايضا بالمقامات التى نشات فى دور الموسيقى والاغانى فهذه ينزَّه عنها كلام الله -تبارك وتعالى- ولا يجوز أن تستعمل فى قراءة كتاب الله -سبحانه وتعالى- وليس هذا من التغنى الذى جاءت به النصوص فى شئ بل هذا مما أحدثه الناس ومن البدع المنافية للتعظيم لكتاب الله -سبحانه وتعالى- إذ كيف يؤتى بأمور نبعت فى محاضن الموسيقى ودورها ثم تُنزَّل  على التلاوة لكتاب الله -تبارك وتعالى- فالحاصل ان التغني بالقران تزيين الصوت بالقرآن وتحسينه والإحسان فى القراءة والترتيل لكلام الله -سبحانه وتعالى-مع البعد عن التكلف والمغالاة في ذلك.

أورد -رحمه الله تعالى- حديثأبي هريرة أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال:((ما أذِن الله لشيء يعنى أذنه لنبيّ يتغنَّى بالقرآن)) اذن أي استمع،  ما اذن الله لشئ اى ما استمع لشيء، ومنه قول الله عزوجل : ﴿وَأَذِنَتْ لِرَ‌بِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ [الانشقاق:2] أذنت أي استمعت لربها
 قوله: ((ما اذن الله لشيء)):أي ما استمع الله لشئ أذنه لنبي يتغنى بالقران أي استماعه لنبي يتغنى بالقران وهذا فيه فضل التغنى بالقران أي تحسين الصوت والاجادة فى الترتيل وتزيين الصوت بالقران فان هذا امر يحبه الله سبحانه وتعالى من عباده وجاء تبيان حب الله لذلك في قول نبينا عليه الصلاة والسلام : ((ما اذن الله لشيء)) أي ما استمع الله لشيءأي من الكلام
أذنه:أي استماعه
لنبييتغنَّى بالقرآن:فهذا يدل على فضيلة ذلك -فضيلة الترتيل وتحسين الصوت وتزيينه بالتلاوة وسيأتي قريباً معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام: ((زيّنوا أصواتكم بالقرآن))

قال :أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ قُبَاثَ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ نَحْوَهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنَّوْا بِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي الْعُقُلِ))

ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عقبة بن عامر وتقدم وايضا تقدم الكلام على معناهلكن الشاهد منه للترجمة هو قول النبى صلى الله عليه وسلم " وتغنوا به" أي بالقران بأن تزينوا أصواتكم  بالقران، والتغنى بالقران كما بين اهل العلم -رحمهم الله تعالى- على حالتين :
الحالة الاولى: أن يُزيّن صوته ويُحسن صوته بالقراءة من غير تكلف فهذاهو الذى تعنيه هذه النصوص
والنوع الثاني:محاكاة التكلف والمبالغة ومحاكاة اهل الغنا فى المقامات والايقاعات وما الى ذلك فهذا امر مذموم .وليس من التغنِّي المأمور به فى هذه النصوص فى شئ .
ونقف هنا نستمع الى كلمة مفيدة جدًللإمام ابن القيم - رحمه الله-في كتابه زاد المعاد يوضح هذا المعنى:

قال -رحمه الله تعالى- :وفصل النزاع أن يُقال التطريب والتغنِّي على وجهين أحدهما ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلفٍ ولا تمرينٍ ولا تعليم بل اذا خُلى طبعه  واسترسلت طبيعته جاء بذلك التطريب والتلحين فذلك جائز ،وان اعان طبيعته  بفضل تزيين وتحسين كما قال ابو موسى الاشعرى للنبى صلَّى الله عليه وسلم : ((لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا)).
والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب فىالقراءة ،ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنُّع فيه . فهو مطبوع لا متطبع، وكلِف لا متكلُّف، فهذا هو الذى كان السلف يفعلونه ويستمعونه  وهو التغنى الممدوح المحمود ،وهو الذى يتأثر به التالى والسامع  وعلى هذا الوجه تحمل أدلَّة أرباب هذا القول كلها  .

الوجه الثانى :ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس فى الطبع السماحة به بل لا يحصل الا بتكلف وتصنُّع  وتمرُّن كما يُتعلم اصوات الغناء بانواع الالحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل الا بالتعلم والتكلف ، فهذه هيالتي كرهها السلف وعابوها وذموها ومنعوا القراءة بها وأنكروا على من قرأ بها ، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه .

وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويتبين الصواب من غيره وكل من له علم باحوال السلف يعلم قطعا أنهم برئاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلَّفة التى هى ايقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها ويسوغوها .
ومن المؤسف ان لهذه المقامات والايقاعات وتنزيل ذلك على تلاوة كتاب الله لها من يروِّج لها ولا سيما في هذا الزمان،أما السلف فكما وصف الامام ابن القيم -رحمه الله-أتقى لله عزوجل وأبعد عن هذه المسالك التى هى ليست من التغني المشروع المأذون به في النصوص فيشيء.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire