باب في الصدقة
المستحبة
الملخص الفقهي
صالح بن فوزان بن عبدالله آل فوزان
http://al-bassair.blogspot.com
وإلى جانب الزكاة الواجبة في المال
هناك صدقة مستحبة تشرع كل وقت لإطلاق الحث عليها في الكتاب والسنة والترغيب فيها ,
فقد حث الله عليها في كتابه العزيز في آيات كثيرة : قال تعالى :
وَآتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ
، وقال تعالى :
وَأَنْ
تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
، وقال تعالى :
مَنْ
ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا
كَثِيرَةً
.






وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إن
الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء
رواه الترمذي وحسنه. وفي " الصحيحين
"
سبعة
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . ..
وذكر منهم :
ورجلا
تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
، والأحاديث قي هذا كثيرة .






وصدقة السر أفضل , لقوله تعالى :
وَإِنْ
تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
ولأنه أبعد عن الرياء , إلا أن يترتب على
إظهار الصدقة وإعلانها مصلحة راجحة من اقتداء الناس به .


وينبغي أن تكون طيبة بها نفسه ,
غير ممتن بها على المحتاج , قال تعالى :
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى
، والصدقة في حال الصحة أفضل ,
قال
صلى الله عليه وسلم لما سئل : أي الصدقة أفضل , قال : أن تصدق وأنت صحيح شحيح ,
تأمل الغنى وتخشى الفقر




والصدقة في الحرمين
الشريفين أفضل , لأمر الله بها في قوله :
فَكُلُوا
مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
.


والصدقة في رمضان
أفضل , لقول ابن عباس :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان , حين
يلقاه جبريل , فكان أجود بالخير من الريح المرسلة
.


والصدقة في أوقات الحاجة
أفضل , قال تعالى :
أَوْ
إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا
مَتْرَبَةٍ
.


كما أن الصدقة
على الأقارب والجيران أفضل منها على الأبعدين , فقد أوصى
الله بالأقارب , وجعل لهم حقا على قريبهم في كثير من الآيات , كقوله تعالى :
وَآتِ
ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ
وقال عليه الصلاة والسلام :
الصدقة
على المسكين صدقة , وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة
رواه الخمسة وغيرهم , وفي " الصحيحين
" :
أجران
: أجر القرابة , وأجر الصدقة
.






ثم اعلم أن في المال حقوقا سوى
الزكاة , نحو مواساة القرابة , وصلة الإخوان , لإعطاء سائل , وإعارة محتاج ,
وإنظار معسر , وإقراض مقترض , قال تعالى :
وَفِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
.


ويجب إطعام
الجائع وقري الضيف وكسوة العاري وسقي الظمآن , بل ذهب
الإمام مالك رحمه الله إلى أنه يجب على المسلمين فداء أسراهم وإن استغرق ذلك
أموالهم .
كما أنه يشرع لمن حصل
على مال وبحضرته أناس من الفقراء والمساكين أن يتصدق
عليهم منه , قال تعالى :
وَآتُوا
حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ
وقال تعالى :
وَإِذَا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ
فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا
وهذه من محاسن دين الإسلام ; لأنه دين
المواساة والرحمة , ودين التعاون والتآخي في الله , فما أجمله من دين وما أحكمه من
تشريع. نسأل الله تعالى أن يرزقنا البصيرة في دينه والتمسك بشريعته , إنه سميع




Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire