el bassaire

mercredi 21 novembre 2012

رفع الصوت بها زيادة على القدر الواجب


رفع الصوت بها زيادة على القدر الواجب


تقدم في الشروط الكلام على الجهر بخطبة الجمعة، وبقي الكلام على رفع الصوت بها زيادة على الجهر وهو المقصود بالبحث في هذه المسألة، وقد ذهب أصحاب المذاهب الأربعة - الحنفية (1) والمالكية (2) والشافعية (3) والحنابلة (4) - إلى أن رفع الصوت بالخطبة زيادة على القدر الواجب، وحسب الطاقة سنة من سنن الخطبة.

الأدلة: استدلوا بأدلة من السنة، والمعقول:
أولا: من السنة:
1- ما رواه جابر بن عبد الله  قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد، فإِن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، كل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دين أو ضياعا  (5) فإليَّ وعليَّ  (6).

قال النووي: " يستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة، ويرفع صوته، ويجزل كلامه " (7).

2- ما رواه النعمان بن بشير t قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يقـول : أنذركم النار، أنذركم النار، حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا، قال: حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه  (8) (9)
قال في إعلاء السنن : " دلالته على بعض ألفاظ الخطبة، ورفع الصوت فيها ظاهرة " (10).

ثانيا: من المعقول: أن رفع الصوت بالخطبة أبلغ في إعلام الناس، فيتحقق المقصود بها (11).
- ومع ما سبق من سنية الجهر بالخطبة زيادة عن القدر الواجب إلا أن ذلك تيسر في وقتنا الحاضر بفضل الله - تعالى - ثم بفضل وجود مكبرات الصوت، فما على الخطيب لتطبيق هذه السنة إلا الاعتناء بهذه الأجهزة ومراعاة وضعها عند الإلقاء.

1 ينظر: الفتاوى الهندية 1/147 ، ومراقي الفلاح ، ص (103).
 2 ينظر: مواهب الجليل ، والتاج والإكليل بهامشه 2/172 ، والشرح الصغير وبلغة السالك معه 1/181.
 3 ينظر: الأم 1/230 ، والحاوي 3/55 ، والمجموع 4/528 ، وشرح النووي على صحيح مسلم 6/156.
4 ينظر: المغني 3/178 ، والفروع 2/119 ، والإنصاف 2/397 ، والمبدع 2/163 ، وكشاف القناع 2/36
 5 قال النووي: قال أهل اللغة: الضياع - بفتح الضاد - العيال ، قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع، فأوقع المصدر موضع الاسم. (ينظر: شرح صحيح مسلم 6/155).
 6 أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة - باب تخفيف الصلاة والخطبة 2/592 ، الحديث رقم (867).
 7 شرح صحيح مسلم 6/155 - 156.
8 أحمد (4/272) ، الدارمي الرقاق (2812).
 9 أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4/268 ، 272 ، والبيهقي في كتاب الجمعة - باب رفع الصوت بالخطبة 3/207. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/187 - 188 وقال: " ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح  10 إعلاء السنن 8/57.
11 ينظر: المهذب مع المجموع 4/526 ، وكشاف القن

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire