باب في آداب
المشي إلى الصلاة
https://twitter.com/hadithecharif
http://almobine.blogspot.com/
أيها المسلم ! إنك بحاجة ماسة إلى
معرفة الآداب المشروعة التي تسبق الصلاة ; استعدادا لها ; لأن الصلاة عبادة عظيمة
ينبغي أن يسبقها استعداد وتهيؤ مناسب ; ليدخل المسلم في هذه العبادة على أحسن
الهيئات : فإذا مشيت إلى المسجد لتؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين ; فليكن ذلك
بسكينة ووقار , والسكينة : هي الطمأنينة والتأني في المشي , والوقار : الرزانة
والحلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة الالتفات .
وقد ورد في " الصحيحين "
عن النبي صلى الله عليه وسلم ; قال : إذا
أتيتم الصلاة ( وفي لفظ : إذا سمعتم الإقامة ) ; فامشوا وعليكم السكينة , فما
أدركتم ; فصلوا , وما فاتكم ; فأتموا وروى الإمام مسلم ; قال : إن
أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة ; فهو في صلاة وليكن خروجك أيها المسلم إلى المسجد مبكرا ;
لتدرك تكبيرة الإحرام , وتحضر الصلاة مع الجماعة من أولها , وقارب بين خطاك في
مشيك إلى الصلاة ; لتكثر حسناتك ; ففي " الصحيحين " عن النبي صلى الله
عليه وسلم , أنه قال : إذا
توضأ أحدكم فأحسن الوضوء , ثم خرج إلى المسجد , لم يخط خطوة ; إلا رفعت له بها
درجة , وحطت عنه بها خطيئة فإذا وصلت باب المسجد ; فقدم رجلك اليمنى عند
الدخول , وقل : بسم الله , أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من
الشيطان الرجيم , اللهم صل على محمد , اللهم اغفر لي ذنوبي , وافتح لي أبواب رحمتك
. وإذا أردت الخروج ; قدم رجلك اليسرى , وقل الدعاء الذي قلته عند الدخول , وتقول
بدل : " وافتح لي أبواب رحمتك " : " وافتح لي أبواب فضلك " ,
وذلك لأن المسجد محل الرحلة , وخارج المسجد محل الرزق , وهو فضل من الله .
فإذا دخلت المسجد ; فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد ; لقوله صلى الله عليه
وسلم : إذا
دخل المسجد , فلا يجلس حتى يصلي ركعتين
ثم تجلس تنتظر الصلاة , ولتكن حال
جلوسك في المسجد لانتظار الصلاة مشتغلا بذكر الله وتلاوة القرآن , وتجنب العبث ;
كتشبيك الأصابع وغيره ; فقد ورد النهي عنه في حق منتظر الصلاة , قال صلى الله عليه
وسلم : إذا
كان أحدكم في المسجد ; فلا يشبكن ; فإن التشبيك من الشيطان أما من كان في المسجد لغير انتظار الصلاة ;
فلا يمنع من تشبيك الأصابع , فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم شبك أصابعه في
المسجد بعد ما سلم من الصلاة .
وفي حال انتظارك الصلاة في المسجد
; لا تخض في أحاديث الدنيا ; لأنه ورد في الحديث أن ذلك يأكل الحسنات كما تأكل
النار الحطب , وقد ورد في الحديث الأخر أن العبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة ,
والملائكة تستغفر له ; فلا تفرط أيها المسلم في هذا الثواب وتضيعه بالعبث
والاشتغال بالقيل والقال .
وإذا أقيمت الصلاة ; فقم إليها عند
قول المؤذن . : " قد قامت الصلاة " , لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يفعل ذلك , وإن قمت عند بدء الإقامة ; فلا بأس بذلك , هذا إذا كان المأموم يرى
الإمام , فإن كان لا يراه حال الإقامة ; فالأفضل أن لا يقوم حتى يراه .
أيها المسلم ! احرص أن تكون في
الصف الأول ; فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو
يعلم الناس ما في النداء والصف الأول , ثم لا يجدون إلا أن يستهموا عليه ;
لاستهموا متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم : خير
صفوف الرجال أولها واحرص على -88- القرب من الإمام ; فقد قال صلى
الله عليه وسلم : ليلني
منكم أولو الأحلام والنهى هذا بالنسبة للرجل , وأما بالنسبة للمرأة ,
فالصف الأخير من صفوف النساء أفضل لها ; لقوله صلى الله عليه وسلم : وخير
صفوف النساء آخرها لأن ذلك أبعد لها عن رؤية الرجال .
ويتأكد في حق الإمام والمصلين
الاهتمام بتسوية الصفوف , قال صلى الله عليه وسلم : سووا
صفوفكم ; فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة متفق عليه , وفي الحديث الآخر : لتسوون
صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وتسوية الصفوف هي تعديلها بمحاذاة المناكب
والأكعب .
ويتأكد في حق المصلين سد الفرج
والتراص في الصفوف ; لقوله صلى الله عليه وسلم : سووا
صفوفكم وتراصوا رواه البخاري , ومعناه : لاصقوا الصفوف حتى لا
يكون بينكم فرج , فالمراصة : التصاق بعض المأمومين ببعض ; ليتصل ما بينهم , وينسد
الخلل ; فلا تبقى فرجات للشيطان .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يهتم بتسوية الصفوف بتراص المأمومين فيها اهتماما بالغا , مما يدل على أهمية ذلك
وفائدته , وليس معنى رص الصفوف ما يفعله بعض الجهال اليوم من فحج رجليه حتى يضايق
من بجانبه ; لأن هذا العمل يوجد فرجا في الصفوف , ويؤذي المصلين , ولا أصل له في
الشرع ; فينبغي للمسلمين الاهتمام بذلك , والحرص عليه , اقتداء بنبيهم , وإتماما
لصلاتهم , وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire