el bassaire

vendredi 21 septembre 2012

فيمن جامع امرأته


فيمن جامع امرأته مراتٍ عديدةً في نهار رمضان وهو عالمٌ بالتحريم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد.
فقد اطلعت لجنة الفتوى بموقع الفقه الإسلامي على السؤال الوارد إليها برقم (20) وتاريخ 13/ 4 /1433هـ، ونصُّه:
السادة أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة الفتوى بموقع الفقه الإسلامي وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل جامع امرأته قرابة خمس عشرة مرة في نهار رمضان، وهو يعلم التحريم، ثم بعد فترة من الزمن تاب، ويريد أن يكفر عن فعله، فماذا يجب عليه؟
وبعد الاطلاع والدراسة أجابت اللجنة بما يأتي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.. فقد كثرت الأسئلة في السنوات الأخيرة عن هذا الأمر بشكل ملفت للنظر، وهذا إن دلَّ على شئ دلَّ على أن هناك جهلا كبيرا بأحكام الشريعة، وعدم تعظيم لها، وهذا خلاف ما ينبغي، فإن الواجب على المسلم تعظيم شعائر الله وحرماته، فإنه من يعظم حرماتِ الله وحدودَه فهو من تقوى القلوب، ومعلوم أن الجماع في نهار رمضان من أشد الحرمات ، فإن كان عن جهل بالتحريم، فليس في ذلك شئ على الصحيح، أما إن كان عن علم،فإن الواجب على التفصيل الآتي:
أولا: يجب على من فعل هذا التوبة النصوح إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار، والندم على ما وقع منه، والعزم على عدم العود.
ثانيا: فيما يتعلق بالكفارة والقضاء، فإن كان قد جامع أكثر من مرة في يوم واحد، ولم يكفِّر ، فعليه كفارةٌ واحدةٌ على الصحيح، وإن كان قد كفَّر عن البعض، ثم عاد في نفس اليوم فعليه كفارة أخرى، وعليه قضاء اليوم بلا خلاف في هذا.
أما إن كان قد جامع هذا العدد في أيام متفرقة –وهو ما يظهر-، فجمهورالفقهاء على أنه تجب عليه كفارة لكل يوم؛ لأن كل يوم عبادة منفردة، فإذا وجبت الكفارة بإفساده لم تتداخل .
فيحسب عدد الأيام التي فعل فيها هذا ويقضيها، ويكفِّر بعددها الكفارة المنصوصة، وهذا فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَيْنَمَا نحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ
جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ . قَالَ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتي وَأَنَا صَائِمٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَينِ ؟ قَالَ : لا . فَقَالَ : فَهَلْ تجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ : لا . قَالَ : فَمَكَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتيَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تمْرٌ ـ وَالْعَرَقُ : الْمِكْتَلُ ـ قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ ؟ فَقَالَ : أَنَا . قَالَ : خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : أَعَلَى أَفْقَرَ مِني يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَوَ اللَّهِ مَا بَينَ لابَتَيْهَا - يُرِيدُ الحَرَّتَينِ- أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتي . فَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ , ثمَّ قَالَ : أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ .
فالكفارة -كما جاء في النص صريحا-: عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ومعلوم أن عتق الرقبة متعذِّر في هذه الأزمنة، فينتقل إلى صوم شهرين متتابعين، ولا يشترط تتابع صوم الكفارات، بل بحسب استطاعته، فإن عجز انتقل إلى الإطعام.
على أننا نهيب بالمسلمين أن يحرصوا على التفقه في دين الله، وتعلم أحكامه وشرائعه؛ حتى لا يواقعوا الحرام بهذه الكثرة، فيفسدوا عباداتهم.
والله تعالى أعلم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire