el bassaire

samedi 16 janvier 2016

موالاة الكفار قسمين .. التولّي والموالاة

موالاة الكفار قسمين .. التولّي والموالاة.
https://telegram.me/ryadhsuuna
https://twitter.com/hadithecharif

الموالاة : موالاة المشركين والكفار محرمة وكبيرة من الكبائر، وقد تصل بصاحبها إلى الكفر والشرك ، ولهذا ضبطها العلماء بأن قالوا تنقسم الموالاة إلى قسمين : الأول التولّي ، والثاني الموالاة . الموالاة باسمها العام تنقسم : إلى التولي وإلى موالاة .
  أما التولي : فهو الذي جاء في قوله تعالى (( ومن يتولّهم منكم فإنه منهم )) [ المائدة 51 ] تولاه توليا ، التولي معناه محبة الشرك وأهل الشرك ، محبة الكفر وأهل الكفر ، أو نصرة الكفار على أهل الإيمان ، قاصدا ظهور الكفر على الإسلام ، بهذا الضابط يتضح معنى التولي . والتولي ـ كما ذكرت لكم ـ تولي الكفار والمشركين كفر أكبر ، وإذا كان من مسلم فهي ردة . ما معنى التولي ؟ معناه محبة الشرك وأهل الشرك ( لاحظ الواو ) يعني يحب الشرك وأهل الشرك جميعا مجتمعة ، أو أن لا يحب الشرك ولكن ينصر المشرك على المسلم ، قاصدا ظهور الشرك على الإسلام ، هذا الكفر الأكبر الذي إذا فعله مسلم صار ردّة في حقه والعياذ بالله .
  القسم الثاني الموالاة : والموالاة المحرّمة من جنس محبة المشركين والكفار، لأجل دنياهم ، أو لأجل قراباتهم ، أو لنحو ذلك ، وضابطه أن تكون محبة أهل الشرك لأجل الدنيا ، ولا يكون معها نصرة ، لأنه إذا كان معها نصرة على مسلم بقصد ظهور الشرك على الإسلام صار توليا ، وهو في القسم المكّفر ، فإن أحب المشرك والكافر لدنيا ، وصارمعه نوع موالاة ، معه لأجل الدنيا ، فهذا محرم ومعصية ، وليس كفرا ، دليل ذلك قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) [ الممتحنة 1 ] قال علماؤنا رحمهم الله تعالى : أثبت الله جلّ وعلا في هذه الآية أنه حصل ممن ناداهم باسم الإيمان اتخاذ المشركين والكفار أولياء بإلقاء المودة لهم . وذلك كما جاء في الصحيحين ، وفي التفسيرفي قصة حاطب المعروفة حيث إنه أرسل بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ هذه عظيمة من العظائم ـ للمشركين لكي يأخذوا حذرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كُشف الأمر ، قال عمر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق . قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر : أتركه يا عمر ، يا حاطب ما حملك على هذا ؟ فدل على اعتبار القصد ، لأنه إن كان قصد ظهور الشرك على الإسلام ، وظهور المشركين على المسلمين ، فهذا يكون نفاقا وكفرا ، وإن كان له مقصد آخر فله حكمه . قال عليه الصلاة والسلام ـ مستبينا الأمر ـ ما حملك يا حاطب على هذا ؟ قال : يا رسول الله والله ما حملني على هذا محبة الشرك وكراهة الإسلام ، ولكن ما من أحد من أصحابك إلا وله يد يحمي بها ماله في مكة ، وليس لي يد أحمي بها مالي في مكة ، فأردت أن يكون لي بذلك يد أحمي بها مالي في مكة . فقال النبي عليه الصلاة والسلام : صدقكم . الله جلّ وعلا قال في بيان ما فعل حاطب (( ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )) [ الممتحنة 1 ] ، يعني حاطبا ، ففعله ضلال .
  وما منع النبي عليه الصلاة والسلام من إرسال عمر أو ترك عمر إلا أن حاطبا لم يخرج من الإسلام بما فعل ، ولهذا جاء في رواية أخرى قال : إن الله اطلع على أهل بدر ، فقال : افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم . قال العلماء : لعلمه جلّ وعلا بأنهم يموتون ويبقون على الإسلام . دلت هذا الآية وهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) [ الممتحنة 1 ] ، مع بيان سبب نزولها من قصة حاطب ، أن إلقاء المودة للكافر لا يسلب اسم الإيمان ، لأن الله ناداهم باسم الإيمان ، فقال : (( يا أيها الذين آمنوا )) مع إثباته جلّ وعلا أنهم ألقوا المودة .
  ولهذا استفاد العلماء من هذه الآية ، ومن سورة المائدة (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) [ المائدة 51] ومن آية المجادلة التي ساقها الشيخ (( لا تجد قوما يؤمنون باله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله )) [ المجادلة 22 ] إلى أن الموالاة تنقسم إلى تولّ وموالاة ، الموالاة بالاسم العام منه تولّ وهو المكّفر بالضابط الذي ذكرته لك ، ومنه موالاة وهو نوع مودة لأجل الدنيا ونحو ذلك .
  والواجب أن يكون المؤمن محبا لله جلّ وعلا ولرسوله وللمؤمنين ، وأن لا يكون في قلبه مودة للكفار ولو كان لأمور الدنيا ، إذا عامل المشركين أو عامل الكفار في أمور الدنيا ، إنما تكون معاملة ظاهرة بدون ميل القلب ، ولا محبة القلب لما ؟ لأن المشرك حمل قلبا فيه مسبة الله جلّ وعلا ، لأن المشرك سابّ لله جلّ وعلا بفعله ، إذ اتخذ مع الله جلّ وعلا إلها آخر ، والمؤمن متولّ لله جلّ وعلا ولرسوله وللذين آمنوا ، فلا يمكن أن يكون في قلبه موادة لمشرك حمل الشرك والعياذ بالله .

 المصدر : شرح كتاب ثلاثة الأصول للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire