el bassaire

mardi 31 mars 2015

باب في السنن الراتبة مع الفرائض


باب في السنن الراتبة مع الفرائض


https://twitter.com/hadithecharif
http://almobine.blogspot.com/

اعلموا أيها الأخوان أن السنن الراتبة يتأكد فعلها ويكره تركها , ومن داوم على تركها ; سقطت عدالته عند بعض الأئمة , وأثم بسبب ذلك ; لأن المداومة على تركها تدل على قلة دينه , وعدم مبالاته .وجملة السنن الرواتب عشر ركعات , وبيانها كالتالي :
-     ركعتان قبل الظهر , وعند جمع من العلماء أربع ركعات قبل الظهر ; فعليه تكون جملة السنن الرواتب اثنتي عشرة ركعة .
-     وركعتان بعد الظهر .
-     وركعتان بعد المعرب .
-     وركعتان بعد العشاء .
-     وركعتان قبل صلاة الفجر بعد طلوع الفجر .
والدليل على هذه الرواتب بهذا التفصيل المذكور هو حديثH2 ابن عمر رضي الله عنهما ; قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر , وركعتين بعدها , وركعتين بعد المغرب في بيته , وركعتين بعد العشاء في بيته , وركعتين قبل الصبح , كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أحد , حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر , صلى ركعتين H1متفق عليه . وفي " صحيح مسلم " عنH2 عائشة رضي الله عنها : " كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي , ثم يخرج فيصلي بالناس , ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتينH1فيؤخذ من هذا أن فعل الراتبة في البيت أفضل من فعلها في المسجد , وذلك لمصالح تترتب على ذلك ; منها : البعد عن الرياء والإعجاب ولإخفاء العمل عن الناس , ومنها : أن ذلك سبب لتمام الخشوع والإخلاص , ومنها : عمارة البيت بذكر الله والصلاة التي بسببها تنزل الرحمة على أهل البيت ويبتعد عنه الشيطان , وقد قال عليه الصلاة والسلام :H2 اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم , ولا تجعلوها قبوراH1
وآكد هذه الرواتب ركعتا الفجر ; لقول عائشة رضي الله عنها :H2 لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر H1متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم :H2 ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها H1ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليهما وعلى الوتر في الحضر والسفر . وأما ما عدا ركعتي الفجر والوتر من الرواتب ; فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى راتبة في السفر غير سنة الفجر والوتر .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن سنة الظهر في السفر ; قال :H2 لو كنت مسبحا ; لأتممت H1وقال ابن القيم رحمه الله : " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض , ولم يحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها , إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر " .
والسنه تخفيف ركعتي الفجر ; لما في " الصحيحين " وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها ;H2 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبحH1 ويقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر بعد الفاتحة :B2 قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَB1 وفي الثانية :B2 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌB1 أو يقرأ في الأولى منهما :B2 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَاB1 الآية التي في سورة البقرة , ويقرأ في الركعة الثانية :B2 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَاB1 الآية التي في سورة آل عمران . - وكذلك يقرأ في الركعتين بعد المغرب بالكافرون والإخلاص ; لما روى البيهقي والترمذي وغيرهما عنH2 ابن مسعود , قال : " ما أحصي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر :B2 قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَB1 وB2 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌB1H1 وإذا فاتك شيء من هذه السنن الرواتب , فإنه يسن لك قضاؤه , وكذا إذا فاتك الوتر من الليل , فإنه يسن لك قضاؤه في النهار ; لأنه صلى الله عليه وسلم قضى ركعتي الفجر مع الفجر حين نام عنهما , وقضى الركعتين اللتين قبل الظهر بعد العصر , ويقاس الباقي من الرواتب في مشروعية قضائه إذا فات على ما فيه النص ,H2 وقال صلى الله عليه وسلم : من نام عن الوتر أو نسيه , فليصله إذا أصبح أو ذكرH1 رواه الترمذي وأبو داود . ويقضى الوتر مع شفعه ; لما في " الصحيح " عن عائشة رضي الله عنها :H2 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع ; صلى من النهار ثنتي عشرة ركعةH1

أيها المسلم ! حافظ على هذه السنن الرواتب ; لأن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم , وقد قال الله تعالى :B2 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًاB1 وفي المحافظة على هذه السنن الرواتب أيضا جبر لما يحصل في صلاة الفريضة من النقص والخلل , والإنسان معرض للنقص والخلل , وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه ; فلا تفرط بهذه الرواتب أيها المسلم , فإنها من زيادة الخير الذي تجده عند ربك , وهكذا كل فريضة ليشرع إلى جانبها نافلة من جنسها , كفريضة الصلاة , وفريضة الصيام , وفريضة الزكاة , وفريضة الحج , كل من هذه الفرائض يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها ; تجبر نقصها وتصلح خللها , وهذا من فضل الله على عباده , حيث نوع لهم الطاعات ليرفع لهم الدرجات , ويحط عنهم الخطايا .
فنسأل الله لنا جميعا التوفيق لما يحبه ويرضاه , إنه سميع مجيب . ..

الملخص الفقهي/  قسم العبادات


تلخيص صالح بن فوزان بن عبدالله آل فوزان

lundi 30 mars 2015

باب صلاة التراويح وأحكامها

https://twitter.com/hadithecharif
http://almobine.blogspot.com/

مما شرعه نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك صلاة التراويح , وهى سنة مؤكدة , سميت تراويح لأن الناس كانوا يستريحرن فيها بين كل أربع ركعات , لأنهم كانوا يطيلون الصلاة .
وفعلها جماعة في المسجد أفضل ; فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في المسجد ليالي , ثم تأخر عن الصلاة بهم , خوفا من أن تفرض عليهم ; كما ثبت في " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها ;H2 أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة , وصلى بصلاته ناس , ثم صلى من القابلة , وكثر الناس , ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة , فلم يخرج إليهم , فلما أصبح ; قال : قد رأيت الذي صنعتم , فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكمH1 وذلك في رمضان , وفعلها صحابته من بعده , وتلقتها أمته بالقبول , وقال صلى الله عليه وسلم :H2 من قام مع الإمام حتى ينصرف ; كتب له قيام ليلةH1 وقال عليه الصلاة والسلام :H2 من قام رمضان إيمانا واحتسابا , غفر له ما تقدم من ذنبهH1 متفق عليه .
فهي سنة ثابتة , لا ينبغي للمسلم تركها . أما عدد ركعاتها , فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم , والأمر في ذلك واسع . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . " له أن يصلي عشرين ركعة , كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي , وله أن يصلي ستا وثلاثين , كما هو مذهب مالك , وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة ركعة , وكل حسن , فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره " . وعمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أبي ; صلى بهم عشرين ركعة , والصحابة رضي الله عنهم منهم من يقل ومنهم من يكثر , والحد المحدود لا نص عليه من الشارع . وكثير من الأئمة ( أي : أئمة المساجد ) في التراويح يصلون صلاة لا يعقلونها , ولا يطمئنون في الركوع ولا في السجود , والطمأنينة ركن , والمطلوب في الصلاة حضور القلب بين يدي الله تعالى , واتعاظه بكلام الله إذ يتلى , وهذا لا يحصل في العجلة المكروهة , وصلاة عشر ركعات مع طول القراءة والطمأنينة أولى من عشرين ركعة مع العجلة المكروهة ; لأن لب الصلاة وروحها هو إقبال القلب على الله عز وجل , ورب قليل خير من كثير , وكذلك ترتيل القراءة أفضل من السرعة , والسرعة المباحة هي التي لا يحصل معها إسقاط شيء من الحروف , فإن أسقط بعض الحروف لأجل السرعة , لم يجز ذلك , وينهى عنه , وأما إذا قرأ قراءة بينة ينتفع بها المصلون خلفه ; فحسن . وقد ذم الله الذين يقرءون القرآن بلا فهم معناه , فقال تعالى :B2 وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّB1 أي : تلاوة بلا فهم , والمراد من إنزال القرآن فهم معانيه والعمل به لا مجرد التلاوة انتهى كلامه رحمه الله . وبعض أئمة المساجد لا يصلون التراويح على الوجه المشروع ; لأنهم يسرعون في القراءة سرعة تخل بأداء القرآن على الوجه الصحيح , ولا يطمئنون في القيام والركوع والسجود , والطمأنينة ركن من أركان الصلاة , ويأخذون بالعدد الأقل من الركعات , فيجمعون بين تقليل الركعات وتخفيف الصلاة وإساءة القراءة , وهذا تلاعب بالعبادة , فيجب عليهم أن يتقوا الله ويحسنوا صلاتهم , ولا يحرموا أنفسهم ومن خلفهم من أداء التراويح على الوجه المشروع .
وفق الله الجميع لما فيه الصلاح والفلاح .

 

الملخص الفقهي/  قسم العبادات

تلخيص صالح بن فوزان بن عبدالله آل فوزان

samedi 28 mars 2015

تحذير المنتقبات العفيفات من التشبه بالمنتقبات المتبرجات "

تحذير المنتقبات العفيفات من التشبه بالمنتقبات المتبرجات "
"إنها نصيحة مني إليكِ أيتها الاخت المنتقبة ان كنت مخلصة في ارتداء النقاب ابتغاء رضى الله عزوجل وحده وليس لهوى النفس.."
لأنه وللاسف الشديد ، أصبح النقاب يواجه خطرا فئة عريضة من المنتسبات اليه !! , نعم من كثير من المنتقبات المتبرجات !! لو نظرنا الى الكثير من المنتقبات سنجد ان أكثر من 50 % منهن غير منتقبات بحق وصدق وأن بين نقابهن المتبرج !! والنقاب الشرعي الصحيح بونا شاسعا ! لكثرة المخالفات الخطيرة التي زينها لهن حب الظهور والهوى ، ولفت الانتباه والانظار ، وانهن انيقات وعصريات وذوات ذوق ومتحضرات...! وغير ذلك من وساوس الشيطان وهوى النفس !!
*أيتها الاخت المنتقبة : 
لقدأنعم الله عليكِ بنعمة النقاب و خرجتِ من الخلاف بين اهل العلم في مسألة وجوب او استحباب تغطية الوجه والكفين ، و أخذتِ القول القوي الراجح بوجوب تغطية الوجه والكفين ، فجزاكِ الله خيراً على تحريكِ الحلال و جعل الله ما تعانين من جهد في موازين حسناتك .
وحتماً أنتِ تعلمين أن الغرض من الحجاب الشرعي - النقاب _ هو التجرد من الزينة واخفاؤها بشتى اشكالها وصورها ، فلا يُعقل أبداً أن يكون ونقابك أختي المنتقبة هو زينة في نفسه بحيث يجذب القلوب و العيون إليكِ !
و تجعلين من يراكِ يقول في نفسه > تُرى كم تحمل من جمال خلف هذا الغطاء !
فأصبح حجابكِ ونقابك محل فتنة..!! ، لا محل تستر..!!
والان سوف نشير الى " بعض " المخالفات الخطيرة -والتي عمت بها البلوى واصبحت امرا عاديا اي تبرجا مقبولا في النقاب لتصبح الاخت منتقبة متبرجة !!
* بعض مخالفات _المنتقبات المتبرجات -:
1-كشف اليدين وما قد يصحب ذلك من تطويل الاظافر ووضع طلاء أظافر.!
2- كشف القدمين او لبس جوارب شفافة بحيث تظهر القدم من خلالها..!
3- نقاب ذو فتحتين واسعتين بحيث يظهر جزء كبير من الوجه..!
4-اسدالات وعبايات ذو مخالفات واضحة خطييرة..!
(ضيقة – ملونة – شفافة – مطرزة –ذو قماش لامع او اشبه بالساتان – قصيرة او مفتوحة بحيث يظهر البنطال ..)..!
5-وضع كحل او مكياج على العين او فوقها..!
6- سوء الاخلاق والاداب في الطرقات والمنتزهات بتصرفات صبيانية كالتي تفعلها المتبرجات الغافلات..!
7-التعامل مع الرجال الاجانب دون حاجة مثل : التحدث مع شباب الجامعات او التحدث والخضوع بالقول مع الباعة..!
8- التحدث او الضحك بصوت عالٍ سواء فى الجوال اومع صديقاتها.!
9- ملابس ذو اكمام واسعة بحيث تظهر اليدين مع أقل حركة..!
10- الاكل والشرب فى الاماكن العامة..!
11- وضع طرحة زائدة فوق الاسدال او النقاب وقد تكون ملونة وتثبيتها بدبابيس بحيث تكون زينة..1
12-لبس الكعب العالى والحذاء الرياضي العصري ( الموضة )..!
13- لبس المونطوا والتجاكيط وغيرها فوق الملابس وهذا تشبه فاضح بالمتبرجات..!
14-كثرة الخروج من البيت بلا داعٍ..!
15- التمايل فى المشى وعدم غض البصر. !
16- وضع النظارات الشمسية والعصرية (وليس الطبية ) كالتي تلبسها المتبرجات تشبها بالمغنيات .. !!
17- نقاب قصير بحيث يظهر الوجه مع اقل حركة او ريح و ادخال النقاب بداخل الاسدال بحيث يكون مجسم للصدر..!
18- التعطر او استخدام اشياء ذو رائحة نفاذة مثل وضع مكياج ذو رائحة اسفل النقاب او وضع مزيل للعرق..!
19- التساهل فى رفع النقاب امام غير المحارم..!
20- لبس معصم او دملج او خواتيم والساعة ..والتشمير عن اليدين لاظهار تلك الانواع من الزينة..!
21- الحذاء والحقيبة باشكال منافية وغير مناسبة لوقار المنتقبة..!
22- آفات اللسان ( الغيبة ،النميمة ،السب حتى لو مزحا ، استخدام الفاظ غير لائقة دارجة بين الشباب )..!
23- عدم ارتداء النقاب عند الوقوف فى الشرفة او امام النافذة لنشر الغسيل او غيره..!
24- مصافحة الرجال الاجانب من الاقارب..!
25- تكحيل أو وتدقيق الحواجب..!
26- عدم الاهتمام بالوقت. !
27- ارتداء نقاب قصير على طرحة قصيرة..!
28إهمال العلم الشرعى..!
29- حضور بعض المنتقبات الأفراح التي بها مخالفات شرعية ( اختلاط ، موسيقى ، غناء ، ...!
30الدخول الى أماكن فيها شبهة للمنتقبات في المحلات والاسواق.!
* فاتق الله عزوجل أختي المنتقبة اتق الله ربك في نفسك وفي نقابك وحاسبي نفسك..!


التعدد نعمة وليس نقمة

" التعدد نعمة وليس نقمة "
الحمد لله الذي أباح لعباده الزواج مثنى وثلاث ورباع والصلاة والسلام على خير من طبق هذا التشريع وأفضل من عدل فيه، أما بعد:
إخواني الكرام : لقد جاء الإسلام متمما ومكملا لجميع الشرائع السماوية قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) المائدة3وكان من تمام الدين،وإكمال النعمة،أن شرع لنا التعدد في قوله تعالى( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة)النساء-3فالآية صريحة في مشروعية الزواج بما زاد على الواحدة من النساء،ولكن بشرط تحقيق العدل بينهن وعدم الزيادة على أربع.
كما تدل الآية أيضا على أن الأصل في الزواج التعدد والاستثناء هو الواحدة ولا يحتاج لسبب ، حيث بدأ الله عز وجل الآية بالتعدد(مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) وهذا هو الأصل ثم جاء بالاستثناء بواحدة (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) في حالة الخوف من عدم تحقيق العدل كقوله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا أو ركبانا )البقرة 238-239فالأصل المحافظة على القيام في الصلاة بهيئاتها المتكاملة والفرع أن يصلى المسلم عند الخوف حسب ظروفه وحالته سواء كان قائما أو جالسا أو راكبا.
وعلى ذلك يتبين أن الأصل في الزواج التعدد والاستثناء هو الواحدة وهذا بخلاف ما علق في أذهان معظم الناس من مفهوم خاطئ وهو أن الأصل في الزواج وحدانية الزوجة والاستثناء في التعدد والشرط في نظرهم ليس العدل وإنما يرجع لأسباب أخرى كمرض الزوجة أو عقمها أو ما شابه ذلك ولا شك أن هذا المفهوم الخاطئ يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* كما دلت على التعدد السنة المطهرة في أحاديث كثيرة منها :
قوله صلى الله عليه وسلم ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) وهذا دليل صريح في تقريره لمشروعية التعدد.
وقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها) وهذا دليل في الجمع بين المرأة ومن هي أجنبية عنها.
وعندما أسلم غيلان بن سلمة الثقفى وكان تحته عشر نسوة في الجاهلية واسلمن معه ،فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعا منهن.
وهذا الحارث بن قيس يقول أسلمت وعندي ثمان من النسوة،فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال:( اختر منهن أربعا) سنن ابن ماجة
فهذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على جواز الجمع بأربع في عصمة رجل واحد.
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم التعدد فعمل به وحثنا عليه وسار على نهجه الصحابة الكرام ومن بعدهم سلف الأمة بلا خلاف وبإجماع كل الأمة.
* التعدد عبر العصور *
إن التعدد أيها الأحبة موجود على مر العصور منذ بدأ الله الخلق إلى يومنا هذا،فلقد عرفته الشعوب القديمة،وأقرته الديانات السماوية،ولم نجد في تاريخ الأديان نبيا أو رسولا أخبر بأن الله تعالى حرم عليه التعدد بل كان التعدد كما ذكر الإمام الطبري في الجزء الرابع من تاريخه كان معروفا عند قدماء المصريين ،والفرس،والآشوريين،واليابانيين،والهندوس،كما كان عند الروس والجرمان،وعمل به بعض ملوك اليونان،كما عرفته اليهودية فالتوراة لم تمنع التعدد فسليمان عليه السلام جمع بين مائة امرأة وغيره من أنبياء بني إسرائيل مما يدل على مشروعية التعدد في اليهودية وكذلك في النصرانية.
* حكم التعـدد *
إن التعدد ليس كما يظنه البعض أنه مباح فقط فهذه مغالطة كبيرة لأن المباح مااستوى طرفاه, وتعدد الزوجات لا يقع تحت المباح المشار إليه في وسائل الإعلام،إنما التعدد مثل سائر الأحكام يدخل تحت الأحكام التكليفية الخمسة:
فقد يكون واجبا : وذلك إن قوى الرجل على ذلك وكانت عنده المقدرة البدنية والمالية وكانت عنده ضرورة ملحة للزواج.
وقد يكون مباحا : وذلك لمن قوى على ذلك وتوفرت فيه شروط التعدد وفى ذلك تأس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد يكون مستحبا: إذا توفرت فيه شروط التعدد وأراد بذلك تكثير نسل المسلمين وتشجيع الأمة على ذلك.
وقد يكون حراما : إذا لم يعدل بين النساء أو كان التعدد بقصد الإضرار بالزوجة لقوله تعالى ( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن)وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).
وقد يكون مكروها : إذا كان هناك مرض لا يرجى برؤه أو أمراض أخرى كالعقم لأن النساء يردن الإنجاب كما يريده الرجال.
* حكم من ينكر التعدد *
للإجابة على هذا لابد من التفريق بين ثلاث صور:
الأول : حكم من ينكر التعدد.
الثاني : حكم من لا ينكر التعدد ولكنه يسخر منه ويستهزئ به.
الثالث : حكم من لا ينكر التعدد ولكنه لا يرغب فيه.
أولا : حكم من ينكر التعدد : فكما ذكرنا آنفا أن التعدد تشريع سماوي من رب العالمين,وعلى هذا فمن ينكر التعدد أولا يعترف به فقد أنكر حكما شرعه الله عز وجل ،ومن أنكر حكما من الأحكام الشرعية يخرج من الملة( أي كافر والعياذ بالله)لقوله تعالى(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب..الآية) حتى وإن صلى وزكى وحج وصام،فلو صلى وأنكر الزكاة مثلا فهو كافر لأن الإسلام لا يتجزأ فهو منهج متكامل يجب الإيمان به، ففي الآية اخبر الله عن فئة من الناس تؤمن ببعض الكتاب ولا تؤمن بالبعض الآخر وحكم عليهم بالكفر.
ثانيا : من لا ينكر التعدد لكنه يسخر منه ويستهزئ به ويكرهه،فهذا أيضا كافر والعياذ بالله لقوله تعالى: ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم..الآية) التوبة .
ثالثا : من لاينكر التعدد ولا يرغب فيه فهذا لا شئ عليه،لان الأصل فيه الإباحة إلا أن الأمور تدور مع عللها،فلو أن حربا حصدت رجال المسلمين ولم يبقى منهم إلا القليل وأصبح عدد النساء أضعاف الرجال كما هو موجود اليوم حينها تتغير الأحكام فما يكون مباحا يصبح مستحبا وما يكون مستحبا يكون واجبا وهكذا تتغير الأحكام بتغير العلل وهذه قضية فقهية معروفة ولها شواهد في الشرع والله اعلم.
* فضل التعدد *
إن التعدد فضله عظيم ، وأجره كبير شرعه الله عز وجل لمصالح عظيمة ، وحكم جليلة ، لذا حث المسلمين عليه ، ورغبهم فيه ، وجعل من يعدد من خيار هذه الأمة وأفضلها ، حيث روى البخاري عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس : هل تزوجت ؟ قلت: لا. قال : فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء " ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة ، وأكثرها نساء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم جمع بين تسع ، ومات عنهن ، وكذا عدد الصحابة، فالأصل عندهم تعدد الزوجات .
وعلى هذا يتبين ، ويتضح أن المعددين لزوجاتهم هم من أفضل الأمة وخيارها إذا أحسنوا القصد ، كما أن العمل على تكثير عدد المسلمين أمر مطلوب شرعاً ، لذا لا يجوز العدول عما أحبه الله ورسوله إلى الزواج الفردي إلا بالعجز عنه ، أو الخوف من عدم تحقيق العدل ، ومن أحب الله والرسول فليطعهما ، قال الله تعالى : (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) [آل عمران : 132] . والله ما شرع لعباده إلا ما يجلب لهم السعادة لهم في الدنيا والآخرة .
* فوائد التعدد *
للتعدد أخي القارئ فوائد كثيرة لا حصر لها منها:
أولا : القضاء على مشكلة زيادة عدد النساء العوانس نظرا لقتل الرجال في الحروب،ولا يخفى على أحد ما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث مات فيها زهاء عشرين مليون إنسان والأمر نفسه نشاهده في واقعنا اليوم ,وهذا بالطبع أدى إلى زيادة كبيرة في عدد النساء وقد يصل إلى ندرة في عدد الرجال مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم إذ اخبر بأنه لا تقوم الساعة حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد يلذن به.
ثانيا : التعدد طريق للعفة وإغلاق باب الزنا ومنع انتشار الفاحشة ,فمن الرجال من يكون حاد الشهوة لا تكفيه الواحدة،وقد يكون في سفر طويل ولا يتيسر له اصطحاب الزوجة ويخشى على نفسه من الفتنة.
ثالثا : التعدد يحقق التكافل الاجتماعي والعدل والمساواة حيث يقضى على عدم احتكار الزوجة لرجل واحد بينما هناك نساء كثيرات أرامل ومطلقات وعوانس محرومات من الحياة الزوجية.
رابعا : التعدد وسيلة للغنى وجلب الرزق حيث نقل ابن أبى حاتم ما ورد عن أبى بكر الصديق قوله :أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى حيث قال( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله )ونقل الإمام القرطبي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله:عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح وقد قال الله تعالى( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله )
وإجمالا لما سبق فتعدد الزوجات مصلحة عظيمة للأمة وحل لكثير من المشاكل كالعنوسة وتفوق عدد النساء على الرجال وغيرها وهذا يؤكد أصالة التشريع الإسلامي وصلاحيته لكل زمان ومكان ومعالجته للأمور والمشكلات قبل أن تحدث وذلك بوضع نظام وقائي لها بعكس قوانين البشر التي يقومون بتعديلها من آن لآخر كلما اضطرتهم الحاجة إلى ذلك.


لماذا تخاف المرأة من التعدد

 لماذا تخاف المرأة من التعدد ؟! "
ترى عامة النساء أن زواج شريك حياتها من أخرى مصيبة كبيرة، وتعتبره كابوساً ينغص عليها سعادتها، ويظل هاجسًا بغيضًا تحاول التخلص من مجرد التفكير فيه. ولعل بعض الرجال يستغربون عظيم قلق المرأة، وشديد رغبتها في استفرادها بزوجها، ورد فعلها العنيف أحياناً عند علمها بمجرد عزم زوجها على التعدد.
طرحت هذا السؤال "لماذا تخشين التعدد؟" على عدد من النساء المختلفات في مستوياتهن الاجتماعية والثقافية فكان الجواب متباينًا تباين اختلاف مكانتهن في المجتمع.
*قالت إحداهن: لا أتخيل أن زوجي يمكن أن يحبني ويحب أخرى في آن، والرسالة التي أفهمها من زواجه بأخرى أنه لا يحبني إذ إنه لا يمكن أن يحب الرجل أكثر من واحدة.
*قالت الثانية: أما أنا فأشعر أن الزوجة الثانية سوف تقاسمنا عيشنا وسوف يؤثر هذا على توفر ما أطلبه ويطلبه أولادي.
* والثالثة عبرت عن خشيتها من كلام النساء من أقارب وزميلات واعتقادهم أنها مقصرة في حقه وسوف تتحول العلاقة بينها وبين زوجها إلى مادة دسمة لأحاديثهن ولن تحظى بالاحترام في قلوبهن لهذا السبب.
*أما الرابعة فأرجعت عدم ترحيبها إلى الغيرة الشديدة حيث أنها لا تتحمل أبدًا أن يهتم زوجها بأخرى.
*والخامسة جعلت التعدد والحيف وجهين لعملة واحدة فحيثما ذكر التعدد هبت ريح الظلم وسوء المعاملة.
*والسادسة قررت أن الرجل لا يمكن أن يعدل مهما بذل من جهود لأن الله عز وجل يقول: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، ومادام لن يطيق العدل فعليه الاقتصار على واحدة استجابة لله عز وجل في قوله: (فإن لم تعدلوا فواحدة) وخاصة لرجال زماننا خاصة مع غياب التقوى وخشية الله تعالى.
- هذه آراء مجموعة قليلة من النساء جمعتني بهن جلسة قصيرة لعل عند غيرهن هموم وأشجان أخرى وأسباب غير ما ذكر. وأقف وقفة عجلى مع كل واحدة منهن محاولة المناقشة الهادئة وصولاً إلى وضع يجعل موضوع التعدد في إطاره الصحيح.
* فأقول: إن الأولى حكمت على الرجل بمنظارها وهو أن المرأة لا يمكن أن تحب رجلين في آن وعاطفتها توزع بين زوجها واولادها لاغير، أما الرجل فإنه يمكن أن يحب أكثر من واحدة وقد زين الله لهم حب النساء فطرة حيث يقول تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء..الآية)، ولذا فإن الأصل في المرأة أن تحب رجلاً واحداً وتصبر عن الرجل لكن الرجل في الغالب لا يصبر عن المرأة.
*أما الثانية فإن تخوفها ناتج من أسباب ثلاثة: أولها ضعف التوكل على الله تعالى، والثاني السمعة السئية والقصص التي تعبر عنها بعض من مرت بتجربة التعدد ، والثالث تخويف النساء بعضهن بعضاً من التعدد وأن النتيجة ستكون كارثة عليها وعلى أولادها.
وفي حالة المرأة الثالثة فإن المسألة لا تعدو أن تكون في تعزيز الثقة بالنفس وعدم الاهتمام بآراء الناس فالانسان ينبغي أن يفكر بعقله ويعيش وفق المبادئ الصحيحة التي ارتضاها هو لا بما يريد الآخرون.
*والرابعة فغيرتها لها أصل من الطبع والفطرة ولكن ينبغي أن تهذب فلا توصل إلى محرم من غيبة أو فتنة أو نميمة أو كذب، وعلى قدر كظمها لغيظها ومجاهدتها لغيرتها واتخاذها للأسباب التي تخفف من حدة ما تجد من الغيرة على قدر ما يهبها الله اطمئناناً ورضى بهذا الأمر.
*والخامسة ترى شبح الظلم ماثلاً أمام عينيها وتفكر بعقل غيرها وتتمثل حياة زميلتها أو قريبتها التي مرت بهذا الأمر وتجزم أنها سوف تعاني كما عانت تلك. وكم سمعت من قصص مؤلمة عن نساء اشتركن مع أزواجهن في بناء بيت ولما تم البناء فاجأها بالزواج من أخرى وهذه حالات واقعية وإن كانت قليلة، أو تلك التي أقرضت زوجها مبلغاً من المال فإذا به يتزوج بأخرى دون مقدمات وتمهيد، فليس غريباً أن تصاب بالصدمة ويكون رد فعلها قوياً. وحق لهؤلاء أن يقفن هذا الموقف الذي ربما لا يقبله بعض الرجال ويطالبون المرأة أن تتقبل ظلمهم وجورهم، و تعلن ترحيبها بالزوجة الأخرى دون أن تعبر عن رفضها للأسلوب الذي تم به الأمر. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بعض النساء عندما تساهم مع زوجها في مصاريف السكن والمعيشة فإنها بذلك تحصل على ضمان بأنه لن يتزوج بغيرها فتكون النتيجة أن تقصر في حقوقه ولا تكترث بالعناية بالرصيد العاطفي بينهما، وتنسى أن الرجل الذى يحتاج إلى معونة زوجته في بناء بيته يحتاج أيضا إليها في بناء السكينة, ويحتاج إلى حنانها, إلى تدليله, إلى احترامه وتقديره, إلى التجمل له, والاستعداد لاستقباله , فإذا لم يجد ذلك منها تطلع لغيرها, فالمرأة الذكية هي التي تملأ قلب زوجها حبا وتشبعه حنانا , ولا تكترث بتكثره من المال أو المتاع لأنه سيكون على حسابها إذا قصرت فيما ذكرت.
* أما السادسة فاحتجت بما لا يحتج به, إذ العدل الذى لا يستطاع في الآية هو العدل القلبي, وليس العدل في العطاء كما جاء ذلك في الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يقسم بين نسائه فيعدل, ثم يقول "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " قال ابن كثير: يعني القلب، هذا لفظ أبي داود، وهذا إسناد صحيح. ولو أكملت الآية لوجدتها تدل على ذلك (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) قال ابن كثير: أي إذا ملتم إلى واحدة منهن فلا تبالغوا في الميل بالكلية فتبقى هذه الأخرى معلقة. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ".
قال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير 2/219: لن تطيقوا أن تسووا بينهن في المحبة التي هي ميل الطباع لأن ذلك من كسبكم (ولو حرصتم) على ذلك، (فلا تميلوا) إلى التي تحبون في النفقة والقسم.أ.هـ. وقال بان العربي رحمه الله: (أخبر سبحانه أن أحدًا لا يملك العدل بين النساء، والمعنى فيه تعلق القلب لبعضهن أكثر منه إلى بعض، فعذرهم فيما يكنون، وأخذهم بالمساواة فيما يظهرون) شرح الترمذي 5/80.
وقد بسط العلماء مسائل النفقة على الزوجات فعلى كل من أراد الزواج أن يتعلم الواجبات التي عليه حتى لا يقع في الظلم.
وأزيد على هذه الأسباب أن بعض الرجال يكل المرأة الموظفة إلى راتبها ويعطي الأخرى من ماله وهذا خلاف العدل وهو منشأ كثير من المشكلات. إن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى قنوات توجيه تساهم في توعية الرجل إلى كيفية تسيير حياته الزوجية معددًا كان أو غير ذلك، وكذلك تعتني بتثقيف المرأة أن تعدد زوجها ليس بالضرورة علامة على عدم حبه لها أو تقصيره في حقها، وألا تهتم بكلام الآخرين مادامت في حياتها سعيدة، ومادام زوجها قائماً بالواجبات الشرعية على أحسن وجه. كما إنه من المهم أن تنظر المرأة التي اختار زوجها أن يعدد إلى الحياة نظرة إيجابية، وتحاول أن تهئي وسائل السعادة وهي كثيرة. وإن المؤمل بالرجل الذي يعزم على التعدد أن يتلطف في إخبار زوجته، وأن يختار الأوقات المناسبة، وأن يعلم أن الأمر ليس هيناً على المرأة مهما بلغت من مكانة، وأن يبالغ لاسيما في الأيام الأولى من زواجه من إظهار ألوان المودة للأولى وإشعارها بأن مكانتها في ازدياد، وأن زواجه من أخرى لا يعني بحال موقفاً منها ولا انصرافاً عنها. كما أن على من عدد أن يتجنب كافة أنواع الظلم بالكلمة أو بالتقصير في النفقة أو البخل أو غير ذلك، وأن يدرك الرجل المعدد أن استهانته بالعدل قد يتسبب في انتكاسة المرأة الصالحة وتركها لطريق الخير ويتحمل هو نتائج هذا الأمر. إن الأمل كبير في أن يحرص الجميع على تقوى الله عز وجل وأن توزن الأمور بموازينها الصحيحة دون إفراط أو تفريط في الواجبات أو الحقوق، والله يتولى الصالحين.