el bassaire

vendredi 8 novembre 2013

حتى لا ننسى الدور الاقتصادي والاجتماعي للمسجد


حتى لا ننسى الدور الاقتصادي والاجتماعي للمسجد

يحتاج المسجد إلى أن يسيَّر بأساليب إدارية متطورة لعله يؤدي
دوره كما يجب في المجتمع، ذلك أن ما نعيشه اليوم من مشاكل
ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية ونفسية كان من الواجب أن
يكون المسجد أحد المحاور الأساسية لعلالجها والمساهمة في
العملية التنموية للمجتمع، وهذا لن يتأتى إلا إذا تبنى تلك
التقنيات الادارية الراقية التي تجعل نشاطاته المختلفة منتظمة
ومنظّمة.
فمن المجالات التي يمكن للمسجد أن يقوم بها، محاربة الفقر،
وهذا من خلال ما يجمع من زكوات وتبرعات وصدقات يفترض
أن تدار وفق ميزانية واضحة البنود، والتي قد تضم بنودا مثل
المساعدات الغذائية، والكسوة، والمواد الصيدلانية والكشوفات
الطبية.
كما يمكن أن يضم بنودا تتعلق بالإنتاج الأسري خاصة إذا ارتبط
بالأرامل والمطلقات والمعاقين، الذين يحتاجون إلى أدوات عمل
تمكنهم من الخروج من دائرة الفقر بالعمل.
وكل ما سبق يتطلب أن يكون للمسجد دور كبير في البحث
الاجتماعي من خلال المتطوعين الذين لديهم الكفاءة لإجراء
مثل هذه الدراسات التي تمكّن من البحث عن الفقراء والمساكين
الحقيقيين الذين يحتاجون فعلا للمساعدات المختلفة التي
يقدمها المسجد، مع ضرورة تحيين تلك القوائم في كل سنة،
على أن يكون التسجيل تسجيلا إلكترونيا.
يحتاج المسجد إلى توطيد العلاقة مع المتعاملين الاقتصاديين
من خلال نشاط تعليم رجال الأعمال والتجار فقه المعاملات
الاسلامية، حتى يطهّروا أموالهم من الحرام والربا والمعاملات
التجارية المنهي عنها شرعا، وقد يكون داخل المسجد مكتب
خاص بفقه التجارة يكون مفتوحا لكل تاجر يريد أن يسأل
أسئلة متخصصة وخاصة في مجال التجارة، كما يمكن لهذا
المكتب أن يعلمهم فقه الزكاة حتى يخرجوا زكاتهم بطريقة
صحيحة عوض الأخطاء الفادحة التي يرتكبونها.
ثم عندما ننظر إلى تاريخ أوقافنا نكتشف أن المسجد كانت
له أوقافه الخاصة التي تدرّ عليه عوائد هامة تمكّنه من القيام
بواجباته الاقتصادية والاجتماعية التنموية في المجتمع بشكل
راق جدا، فالجامع الكبير أو الجامع الأعظم كما كان يسمى كانت
له أكثر من 500 وقفية تدر عليه عوائد مالية ضخمة تنفق على
كل مجالات الخير التي كان يديرها المسجد، وعندما نبحث نجد
أن الزوايا والمساجد والمدارس القرآنية كانت لها أوقافها الخاصة
وعليه كانت هنالك إدارة مالية مسجدية لتلك الأوقاف، فلم لا
تكون للمسجد اليوم أوقافه التي يشرف مباشرة على تسييرها،
مثلما يحصل في الدول الاسلامية وحتى غير الاسلامية التي
أسس المسجد فيها استثمارات خيرية خاصة به تمكنه من أن
يصبح مؤسسة كاملة متكاملة، فأحد المساجد في منطقة
ليون بفرنسا أقام نشاطا تمثل في بيع اللحوم الحلال التي تدر
عليه سنويا ما يعادل 11 مليون أورو، وهذا يمكنه من أن يرعى
الجالية الاسلامية بشكل راق.
ثم أن المسجد يمكن أن يكون له نشاط تعليمي مدر للعوائد
المالية التي تغنيه عن انتظار المساعدات الحكومية التي تثقل
ميزانية الدولة، فالمدرسة التحضيرية المسجدية قد توفر
مناصب شغل، ومدرسة محو الأمية أيضا، يضاف إلى ذلك
مدرسة دروس التقوية للتلاميذ في مختلف المستويات، يضاف
إلى ذللك دروس تعليم اللغات، وهي نشاطات تتوافق والأهداف
الراقية التي وضع من أجلها المسجد، وكل هذه النشاطات قد
تدر عوائد على المسجد تمكن من الانفاق على صيانته وتجهيزه،
وضمان أدائه لواجبه بشكل حسن.
إن المسجد قد يكافح الفقر ويكافح البطالة ويحارب الآفات
الاجتماعية المختلفة ويكون قريبا من الناس، بل قد يوفر لهم ما
يمكّنهم من أن يجدوا ملاذا عند غلق كل الأبواب.
المؤلم أنك تجد الكنيسة في الدول الغربية خاصة أوروبا وأمريكا
وكندا تقوم بأكثر من المهام التي ذكرتها أعلاه، ففي الولايات
المتحدة الأمريكية لدى الكنائس ما يشبه المراكز التجارية
في قبوها تقدم قصاصات للشراء تعطى للفقراء والمساكين
يجدون حاجاتهم الضرورة داخل الكنيسة، ومن الكنائس من
توفر طعاما يوميا للفقراء والمساكين وعابري السبيل، بل وتوفر
لهم الكسوة ومصروف الجيب بطريقة جد منظمة.
فهل يمكن أن يعود للمسجد دوره الحضاري الاقتصادي
والاجتماعي التنموي الذي يخرجه من الدور الوعظي الكلامي
الخالي من الوعظ العملي التطبيقي، الذي يعزز مكانته في
قلوب الناس ويكون أداة حقيقية لترقية التضامن والتكافل في__

صلّي إِرْفَدْ صَبَّاطَكْ أُو وَلِّي « المجتمع، عوض أن يكون مسجد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire