el bassaire

mercredi 27 février 2013

إنها رسالة إشراق لمن أبصر




إنها رسالة إشراق لمن أبصر

﴿  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا الفتح: 28)

كان انبثاق نور أضاء العالمين لمن شاء أن يهتدي، وإن وقفة مع هذه الرسالة الهادية في أثرها على الكون ليجعل الإنسان يبصر أنها رسالة إنقاذ مما تعاني البشرية من ظلم، وما تنوء به من أعباء الضلالة والجهالة، وما ينخر كيانه من نذالات جاء الإسلام ليخلصها منها إذا هي استجابت لدعوة الهدى ودين الحق، وذلك ما أعرب عن مضمونه ذلك الجندي المجاهد لإعلاء كلمة الله في الأرض عندما أجاب قائد الجيش الفارسي "رستم" الذي سأل المبعوث الذي أوفده إليه قائد الكتيبة المسلمة في أرض فارس قبيل نشوب معركة القادسية قال ربعي:" إن الله ابتعثنا إليكم ليخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام".تلك كانت رسالة التحرير والتطهير التي بعث بها خاتم النبيين وإمام المرسلين محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

الرجل الذي تحتفل البشرية المؤمنة الوفية بعهد الله، والمؤتسية بفضائل رسول الله عملا بما أمرها به الله من جعل هذا الرسول أسوة لها في الأقوال والأفعال والمواقف.خير ما حضرني وأنا أخطُّ هذه الكلمات ما كتبه الأستاذ عطية الإبراشي في كتابه (شخصية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله  وسلم)جاء فيه: "زلزلت الأرض زلزالا شديدا، سقطت به الأصنام التي حول الكعبة من مواقعها، وتهدمت كنائس وبيع، وانشق إيوان كسرى، ووقع من شرفاته أربع عشرة شرفة، وانطفأت النار التي كان يعبدها أهل فارس، فاغتموا وحزنوا لانطفائها، وقد أحسوا أن خمود تلك النيران إنما كان لأمر عظيم حدث في العالم وهو: ولادة محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما ولد أرسلت أمه آمنة إلى جده عبد المطلب تخبره، فجاء وهو فرح مسرور، وقد كفله وقام بما يجب عليه نحو أمه، وفي اليوم السابع من ولادته، أمر بختانه، وأقام له مأدبة عظيمة، وألهمه الله أن يسميه محمدا، تحقيقا لما ورد في التوراة والإنجيل، ودعا رجالا من قريش إلى المأدبة، فحضروا، وتناولوا الطعام ابتهاجا بالمولود الجديد، فلما انتهوا من الأكل سألوا جده ماذا سميته؟ فقال:"سميته محمدا" أردت أن يكون محمودا في السماء عند الله، وفي الأرض عند خلقه" ولا يُعرف في العرب من تسمى بهذا الاسم قبله إلا ثلاثة عرف آباؤهم من بعض الكهنة: أنه سيبعث في الحجاز اسمه محمد، وهؤلاء الـمُمدون هم: محمد بن سفيان التيمي الفرزدق الأعلى، ومحمد بن هلال القريشي، ومحمد بن حمران الجحفي". استوقفني مما كتب الأستاذ الإبراشي أمران اثنان.

 وهو طبعا قد نقل ذلك مما كتب في هذا الأمر في كتب السيرة. الأول: أن الظواهر التي حدثت يوم المولد النبوي الشريف ترمز كلها إلى ما تم فعلا على يد هذا الرسول الخاتم، فأما الزلزال فهو الهزة الصادعة التي قلبت أوضاع الأرض كلها، فكانت من تحول الجبال وتجفيف البحار، ودك الأرض وإسقاط العروش، أما سقوط الأصنام فهو ما تم فعلا بيد هذا المولود، يوم فتح مكة أما تهدم الكنائس والبيع فهو يرمز إلى إعادة الخلق إلى عبادة الواحد الأحد ورد ما شاب عبادة التوحيد من الوثنيات والشركيات وبذلك سقط عهد الكهانات والدجل.

 أما انشقاق الإيوان فهو إيذان بانهيار الطاغوتية وقيام الربانية: ﴿  مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (آل عمران: 79).وما اختيار اسم محمد، فهو إيذان من رب العالمين بظهور خاتم النبيين والمرسلين. هذا الاختيار

مثالية الشخصية المحمدية:

كان له صلى الله عليه وآله وسلم شخصية دونه كل شخصية بعثت بالعظمة. وكان له صلى الله عليه وآله وسلم تأثير متفرد في كل من اطلع على مميزاته الشخصية، وأخص ما عرف به الصبر والمثابرة والذكاء الفائق والشجاعة الباهرة والبلاغة المؤثرة والحجة القاطعة المشرقة، وكان المثل الكامل للإنسانية الفاضلة، والقدوة الصالحة للناس كافة وكيف لا؟ وقد جعله الله أسوة حسنة للناس الذين يرجون لقاء الله والفوز بنعيمه يوم القيامة فقال تعالى: ﴿  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِير  الأحزاب. 21.

جمع كل فضيلة وعصمه الله من كل رذيلة، وكان كموسى في شجاعته وقوته، وهارون في شفقته، وأيوب في صبره، وداوود في إقدامه، وسليمان في عظمته، ويحي في بساطته، وعيسى في رحمته، صلى الله عليه وعليهم أجمعين.كان صلى الله عليه وآله وسلم خير مثل في الوفاء بالعهد، والصدق في القول، والأمانة في التعامل، يرعى حق الصديق، ويصل ذوي الأرحام، ويحب صغار الأطفال، وقد قال لأصحابه:"حين وجد أطفالا قتلوا:" لا تقتلوا الأطفال، لا تقتلوا الأطفال". إنهم خير منكم، فهم على الفطرة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

 يعفو عن المذنب، ويصفح عن المسيء، ويدفع بالتي هي أحسن، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويصل من قطعه، ويعطي من حرمه إن لكل ذلك موقفا شاهدا نراه بهذا التكريم الإلهي الذي رفع الله به قدره عمن سبق ومن لحق، ومن سيلحق إلى يوم الدين حين جعله خاتما لكافة النبيين والمرسلين، وضمن لدينه هذه الخصائص المميزة.،  هذا كتاب الله: القرآن الكريم يتميز بالحفظ إلى يوم الدين، وبالإعجاز اللغوي والبياني والعلمي والتشريعي والخُلقي والصدقي والاستيعابي، وشمول هدايته بما أخبر عن الماضي، وما قرر للحاضر، وما أنبأ عن الآتي، وليس ذلك لكتاب سبق ولا لحاضر لحق، ولا لآت سيلحق، فهو المهيمن على الدين كله، وتلك هي معجزة المعجزات، إن خير احتفال بمولد خير البرية هو التذكير بهذه المشاهد واستحياء هذه الحقائق في النفوس، وإبرازها إلى ساحة العمل الميداني.

وبالله التوفيق والهداية إلى الطريق

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire