el bassaire

lundi 11 février 2013

تفسير سورة البقرة من 177 190


لما أمر الله المسلمين - أولاً - بالتوجه فى صلاتهم إلى بيت المقدس ، ثم حولهم إلى الكعبة كثر خوض أهل الكتاب وكلامهم فى هذا الموضوع، فأنزل الله تعالى بيان حجم هذا الموضوع  من عقيدة المسلمين وأصول دينهم قوله تبارك وتعالى:

لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر
ِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ }  [الآية 177]

وهذه - كما استمعنا - أنواع البر كلها ، كما قال الإمام النووى رحمه الله، ومن اتصف بما فى هذه الآية : فقد دخل فى عرى الإسلام كلها وأخذ بمجامع الخير كله، والآية تبين أن طاعة الله عز وجل ، وامتثال أوامره ، والتوجه حيثما وجه ، واتباع ما شرع : هو البر والتقوى والإيمان الكامل، وأنه ليس فى لزوم التوجه إلى جهة من المشرق أو المغرب بر ولا طاعة: إن لم يكن عن أمر الله وشرعه، كما أنها تجمع فى كلماتها الكريمة أصول هذا الدين .. من : عقيدة صحيحة ، وعبادة سليمة ، وأخلاق قويمة ، ومعاملات متينة.

ولذلك يبين الله سبحانه، ن هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات المفكورة فى الآيات الكريمة : هم الذين صدقوا فى إيمانهم ؛ لأنهم حققوا الإيمان القلبى بالأقوال والأفعال،وهم المتقون فى ذات الوقت لأنهم حققوا التقوى حالاً وعملاً وسلوكاً ، فاتقوا المحرام ، وفعلوا الطاعات.
وبعد هذا الحديث الطيب عن المتقين ، الذى استمعنا إليه من كلام ربنا العزيز،تعرض الآيات الكريمة التالية علينا جزءاً من هداية الله لهؤلاء المتقين فى كتابه الكريم .. وهى قضايا فى الحياة العملية، فلنستمع سوياً إليها خاشعين.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى
 بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ
مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }  [الآية 178]

أي فرض عليكم العدل فى القصاص، وهذه الأحكام المذكورة فى الآية ، وما فيها من تخفيف عليكم : إنما هي رحمة بكم من ربكم سبحانه وتعالى، ومن خالف هذه الأحكام فله عذاب شديد موجع فى الآخرة، وليكن معلوماً جيداً أن ما شرع وفرض بخصوص القصاص فيه خيركم وصالحكم، أيضا :
  
وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }  [الآية 179]

أي: إذا عرف هذا الحكم من يريد أن يقتل، وتيقن من تنفيذ القتل فيه قصاصاً لن يقتل أبدا؛ إذا كان عاقلاً، وفى هذا حياة له، وحياة للمقتول، أي حفظ لحياتهما، لعلكم تتقون الله فى هذا الحكم، أو تخافون من القصاص ، فتبعدون عن القتل أصلاً، ومن هداية الله للمتقين كذلك.

الوصية التالية:
  
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقاًّ عَلَى المُتَّقِينَ }  [الآية 180]

أي: فرض على من قرب موته منكم، وظهرت عليه أماراته ،وقد ترك مالاً من بعده أن يوصى بشئ منه للوالدين والأقربين؛ رفقاً بهم وإحساناً إليهم، وأن يكون بالعدل، فلا يزيد على الثلث، ولا يفضل غنياً على فقير منهم.

فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى
الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }  [الآية 181]

فمن بدل وصية الميت من شاهد أو وصى أو قريب أو بعيد، بالتحريف، أو التغيير بالزيادة أو النقصان، أو كتمها وأخفاها فإثم هذا التبديل على من فعله وحده دون غيره، وللميت - مع ذلك - الأجر والثواب، إن الله سميع لقول الموصى، عليم بظلم المبدل، فيجازى كلاً منهما بما يستحقه أما من خاف من موصٍ أن يظلم فى وصيته فأصلح بين الموصى وأقاربه، وأمره بالعدل فهذا حكمه

فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ
فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }  [الاية 182]

أي: فلا حرج على هذا الناصح، والله عز وجل يغفر لمن أصلح ويرحمه، و لمن وقع فى الخطأ وتراجع عنه، أيها المستمعون الكرام هذه الوصية - التى استمعنا إلى آياتها: والتى كانت مفروضة - كما ذكرنا - قبل نزول آيات المواريث  نسخت بعد ذلك، وأصبح العمل بما فى آيات المواريث من أنصبة محددة، ومقادير معينة لكل وارث فرضاً، وأصبحت الوصية لمن لا يرث فى حدود الثلث أمراً مستحباً.

ثم يكمل ربنا عز وجل بيان أحكام الصيام فيما يلى من الآيات، ولكن يرشد سبحانه وتعالى - وسط الكلام عن الصيام - إلى ضرورة الاجتهاد فى الدعاء، حيث أنزل على حبيبه صلى الله عليه وسلم ؛ يوم أن سأله أعرابى قائلاً : أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه .. ؟، فسكت النبى صلى الله عليه وسلم.فأنزل الله قوله تعالى:
  
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
 فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ }  [الاية 186]

وهذا - أيها المستعمون الكرام - وعد صدق من الله، لا خلف فيه، غير أن إجابة الدعوة لا تعنى بالضرورة تحقيق المطلوب بعينه، عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل الله له دعوته، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها)، وبعد هذا الفضل الإلهى يكمل ربنا الحديث عن الصيام،فيبين رخضة من الله تعالى للمسلمين فيها الرفع لما كان عليه الأمر فى ابتداء الإسلام، حيث يقول :

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ
 أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ
اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ
أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ
 اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }  [الآية 187]

أي أحل الله لكم الإفضاء إلى نساءكم بالجماع ليلة الصيام، بعد أن كان ذلك ممنوعاً عليكم مع منع الأكل والشرب من بعد العشاء إلى الفجر، نساؤكم لباس لكم، وأنتم لباس لهن يباح لكم منهن، ويباح لهن منكم ما يحتاجه كل واحد من الآخر، علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم بمخالفة الحكم السابق الذى كان يحرم عليكم ذلك  فخفف عليكم بهذا الحكم، وعفا عنكم ما فعلتموه قبل هذه الرخصة، رحمة بكم، ولعلمه ندمكم على هذه المخالفات، التى كانت تقع منكم، فالآن باشروهن دون مؤاخذة منا ، وابتغوا أي اطلبوا ما كتب الله لكم وأحله من المباشرة فى مواضعها المباحة، ولأغراضه المباحة من اللذة والولد، وكذلك كلوا واشربوا من بعد العشاء - طوال اليوم - إلى طلوع الفجر، ولكن لا تباشروا نساءكم وأنتم معتكفون فى المساجد، يا أحباب المصطفى، تلك أحكام الله فلا تقربوها بالمخالفة، أو التغيير، أو الإهمال،وهكذا يوضح الله آياته وأحكامه دينه للناس، لعلهم يعرفون، فيهتدون، فيطيعون.
 أيها الكرام، من الأحكام العملية، التى بينها الله تعالى للمؤمنين (المتقين) من عباده أكل أموال الناس بالباطل، كالرشوة وغيرها، حيث يقول سبحانه :

وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً
 مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }  [الاية 188]

                أي: لا يأكل بعضكم مال بعض بوجه لم يشرعه الله تعالى لعبادة، مثل السرقة، والغصب، وغير ذلك، وتحتكمون فيها - عند الخصومة - وأنتم تعلمون أنكم من الكاذبين الظالمين فى أكلها وأخذها وقد تدفعون بعضها على سبيل الرشوة إلى حكام السوء، لتنتصروا على خصومكم ، وتأكلون بها حقوق غيركم، كذباً وزوراً وظلماً.

عن ابن عباس: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة جمع هلال، وعن الحكمة فى اختلاف أحوالها ومنازلها فنزل قوله تعالى.

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَن
 تَأْتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ
أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }  [الآية 189]

أي قل هى معالم يحدد الناس وفقها مواعيد صومهم وصلاتهم، وعدد نسائهم و مواعيد ديونهم، و باقى مصالحهم، كما أنها معالم لفريضة الحج، يعرف بها وقته، ويلاحظ؛ أن ربط مواعيد العبادات بمظاهر كونية كالشمس والقمر أدعى إلى المعرفة السهلة من جهة، وأبعد عن التلاعب من أي مصدر كان من جهة أخرى، ثم سألوا كذلك عن حكم دخولهم بيوتهم من غير أبوابها.

فكانت الإجابة، روى البخارى عن البراء بن عازب أن أهل الجاهلية، كانوا إذا أحرموا للحج، لم يدخلوا البيوت من أبوابها، بل يدخل الواحد منهم بيته من غير الباب، فبين الله تعالى أن هذا ليس من البر، كما كانوا يعتقدون، بل البر الحقيقى تقوى الله، واتباع تعاليمه، ويلاحظ أن النهى عن هذا الفعل من تمام التخلص من عادات الجاهلية ليخلص المؤمن فى تصرفاته كلها لله عز وجل، واتباع تشريعه سبحانه، والافتداء بنبيه وحده صلى الله عليه وسلم، وهذا من تقوى الله عز وجل، وفى تقوى الله الفلاح الحقيقى.

ومن التقوى كذلك قتال من يقاتلوننا؛ دفاعاً عن النفس، وإعلاءً للدين، ولذلك لما منع المشركون المسلمين عن بيت الله الحرام عام الحديبية، وتم الصلح، على أن يعود المسلمون لقضاء العمرة فى العام المقبل، وخاف المسلمون أن لا يفى الكفار بهذا العهد، ويقاتلونهم،وكرهوا بالتالى أن يردوا على قتالهم بقتال، فى الحرم والإحرام والشهر الحرام؛ لأن ذلك محرم.
  
نزل قوله تعالى :
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ
وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ }  [الآية 190]

أي: قاتلوا لإعلاء دين الله، الذين يقاتلونكم من الكفار، ولا تكونوا البادئين بهذا القتال، فتصيروا من المعتدين، والله لا يحب المتجاوزين ما شرع لهم، ويلاحظ أن الأمر بالقتال هنا هو فرض عين؛ لأنه دفاع عن النفس، أمام الأعداء المهاجمين المقاتلين، وهذه أول آية نزلت فى القتال بالمدينة، وإذا كان فيها الأمر للمسلمين بقتال من يقاتلونهم فإن الآية التالية تبيح قتال كل كافر غير معاهد، لأن كل كافر إنما هو مقاتل إن استطاع، فلنستمع سوياً خاشعين إلى هذه الآية الكريمة.

وَاقْتُلُوَهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوَهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوَهُمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ
فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوَهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ }  الآية 191

وهذا فرض الكفاية أن يكون القتال لإعلاء الدين ونشر هدية، أي اقتلوهم حيث وجدتموهم، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم أي يا مسلمون أخرجوا الكفار من مكة كما أخرجوكم سابقاً وقد تم ذلك - بفضل الله - عام فتح مكة، وكذلكيا مسلمون أخرجوا اليهود من فلسطين، وسيتم ذلك - وهكذا فالأمر بالجهاد ماض إلى يوم القيامة واعلموا يا مسلمون أن بقاء الكفار على شركهم، ومحاولاتهم المستمرة فى إنزال البلاء والمحن بأهل الإيمان أعظم ضرراً من القتل الذى يحل بهم منكم، ثم يعظم ربنا بيته الحرام بالنهى عن بدء قتال الكفار فيه، إلا إذا بدؤا هم بالقتال ، فيكون الرد عليهم، جزاءً لهم على كفرهم ، وعلى قتالهم للمسلمين، ثم يفتح الله تعالى - أيها المستمعون الكرام - باب التوبة أمام أهل الكفر بقوله.

فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفَُورٌ رَّحِيمٌ }  [الآية 192]

أي: فإن تركوا الشرك والقتال، ودخلوا فى الإسلام، وأنابوا إلى الله فإن الله غفور لذنوبهم، رحيم بهم، ثم يبين رب العزة أن القتال ليس إلا لصيانة الدين، وإعلاء شأن الإيمان بالله، وحماية العقيدة  بقول
  
وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ
انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }  [الآية 193]

أي: قاتلوا الكفار حتى لا يكون الكفر غالب، ظاهر، عال، بحيث يؤدى ذلك، إلى فتنة المسلم عن دينه، وكذلك حتى يكون دين الله  هو الغالب، الظاهر، العالى على كل الأديان المحرفة، والمذاهب الفاسدة، فإن انتهى أعداؤكم عن كفرهم، ودخلوا فى دين الله فلا قتال بينكم وبينهم؛ حيث يكون القتال فى هذه الحالة منكم لهم عدوان عليهم - ولا عدوان إلا على الظالمين الكافرين.
                   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire